منذ 2011 و خصوصا بعد انتخابات اكتوبر التأسيسية كان ما يفعلونه صراعا ضد الثورة .يجب ان نكون حمقى و اغبياء حتى نصدق بعد هذا العمر الطويل ان الصراع كان ايديولوجيا من اجل الحداثة و المدنية . قلنا باستمرار انه لو كانت القوة المركزية الاكبر في الجديد الثوري ماركسية او بوذية او هندوسية لأصبح جوهر تحشيدهم في مواجهة الثورة هو الخوف على الاسلام و الدفاع على الدولة المسلمة .
جوهر خلافنا اذن مع الوظيفيين هو اننا " نفرعس " خدعتهم السردية . يقولون الصراع مع النهضة و الرجعية فنقول كان الصراع منذ 2011 مع الديمقراطية و الثورة .يزعمون لممارسة الابتزاز اننا بإعلان مركزية الصراع مع القديم الفاشي نصطف مع النهضة فنعلن بدم بارد ان مركزة صراعهم مع النهضة هو اصطفاف مع القديم الفاشي كما كانوا باستمرار . ذاك هو مخ الهدرة و الباقي تفاصيل .
المريح نظريا و عمليا ان نفس من فشل قبل 2011 في الاختبار الاخلاقي في مقاومة الاستبداد هو نفس من فشل بعد 2011 في اختبار نصرة الديمقراطية .نفس وظيفيي الامس هم وظيفيو اليوم و بنفس المبررات النظرية حرفيا و بنفس الجيمناستيك الايديولوجي مهما كان اسم ممثل الاستبداد او خصيم الديمقراطية : بن علي ...او جبهة انقاذ 2013 ...او عبير موسي.. و مهما كانت القوة السياسية التي رشحها التاريخ لتكون شرط انتصار الديمقراطية : بي دي بي قبل 2011 او مرزوقي او نهضة …
المعركة مع التجمع و جناحه الفاشي هي المعركة من اجل الديمقراطية و مركزة المعركة مع النهضة هي بالضبط معركة مع الديمقراطية و انحياز الى عبير في اخر التحليل. هذا امر يسهل تماما الاقناع به مع الوظيفيين الازليين قبل الثورة و بعدها .
الصعوبة تأتينا فقط من امرين :
اولا: ان النهضة فعلا كما يقول الوظيفيون ( من سوء حظنا ) راكمت كثيرا من الاخطاء و تحولت في قيادتها ( لا في جماهيرها الصادقة ) فعلا الى حزب تساهم في توجيه سياساته عدة اجنحة قيادية انتهازية متمعشة او مخترقة او ضعيفة فكريا و سياسيا مما حول حقا هذا الحزب الى عبئ على الثورة وقدم كل المبررات للوظيفيين للاصطفاف مع الفاشية عبير و اشباهها و صعب علينا الاصرار على تحليلنا لرئيسية المعركة ( صعب علينا لكن لم يفقدنا ثقتنا في صوابية تحليلنا ) .
ثانيا : نشأة وظيفية جديدة تتكون من انصار سابقين للثورة اصبحوا يواجهون ايضا تحليلنا و يعسرون علينا مهمة الاقناع به و هم :
اولا : عدد واسع من المهرسلين من شباب الثورة الذين خيبت النهضة المرعوشة ظنهم و عدد من صادقي الشعب الكريم المتحولين الى خصوم للثورة تحت القصف الاعلامي الوظيفي المواجه للديمقراطية .
ثانيا : من اسميهم بوظيفيي الانشقاق الطهراني و هم اختراق سابق (كما كنا نعرف في حينها) لحزبي المؤتمر و التكتل في زمن رخاء الترويكا و التمعش من العصر الذهبي للثورة و من ريع سيطرة النهضة " الثورية وقتها عندهم هؤلاء الوظيفيون الجدد تحولوا اليوم الى رصيد فكري و اخلاقي ثمين للوظيفية الجديدة للمساهمة في فلق الالتقاءات الوطنية و التحشيد غير الصريح حول الفاشية و لكن بحجج ان كل معركة مع الفاشية سقوط في الاستقطاب الذي يخدم " اليمينين " .
الغريب ان هؤلاء الوظيفيين الجدد يطلبون منا بحكمة الثوريين الكف عن الانخراط في المعركة ضد عبير. لأنها معركة استقطاب مزيف دون ان يكفوا عن الانخراط في المعركة ضد النهضة لان ذلك هو الثورية و هو ما يجعل هذه الحيلة من اصعب ما نواجهه الان في الاقناع بتحليلنا . لكن هذه الصعوبة تجعلنا اكثر اصرارا لأننا منذ 2012 كنا نقول في قرارة انفسنا : سبحان الله كيفاش هاذوما معانا ؟