حوار كبير و"شي كبير يا عمري" ، مع كبير الحملة التّفسيريّة على أمواج إذاعة موزاييك، قيل إنّه لمدّة ساعتين... مقدّمة المذيع كانت ضخمة، تفترض أجوبة عميقة..
غير أنّ الكلمات تاهت من فم المنظّر، والجمل خرجت مقطّعة الأوصال بصوت متهدّج.. لا تعثر في طيّات كلامه على جملة واحدة مفيدة. كان يكابد من أجل إخراج الحروف والكلمات، فلا تخرج إلّا بشقّ الأنفس، ثقل لسانه أثقل على المستمعين المبهوتين من غرائب ما يسمعون ويشاهدون ويخمّنون:ماذا جرى لفيلسوف "الحقيقة والواقع" ومتنبّئ زمانه بقرب انتهاء جميع الوسائط من أحزاب ونقابات، ليس في تونس وحسب، بل في العالم أيضا!!
وكثيرا ما كانت الأجوبة تأتي بعيدة عن الأسئلة، وبحروف مقطّعة، يتكفّل المذيع بلملمتها ،ليصنع منها كلمة قابلة للفهم، ثم يمرّ إلى السّؤال الموالي مع أنّه لم يعثر على جواب السّؤال السّابق (حالف كان ما يكمّل معاه السّاعتين)، فهل وجد الفرصة سانحة لتعرية "المشروع والمنظّر"و في الوقت نفسه تحقيق شهرة مضافة بأعلى نسبة مشاهدة؟
لم يكن الوضع طبيعيّا بالمرّة، لقد بالغ الضيف في "الوكوكة" وعدم الحضور الذّهني، ورغم ذلك تتالت الأسئلة من دون أجوبة واضحة، وهو الذي كان (مولانا المنظّر) منذ ليلتين على إحدى القنوات الخاصّة، ينظّر للبناء القاعدي وسحب الوكالة ومرحلة مابعد الحداثة وما بعد الدّيمقراطيّة...!! عجبي، أهذا الذي سفّه دستور البلاد وبرلمانه ونظامه السّياسي، وهو لا يكاد يبين بجملة مفيدة؟! ولماذا أصرّ المذيع على إكمال الحوار ؟ لئن كان ذلك من باب الإحترام لضيفه كما ردّ على صفحته، فقد أخلّ بواجب احترام المستمعين!!
ام أنّ في"الحقيقة والواقع " أمرا آخر" برّا نقولو حالة غير طبيعية"!! احتراما للذّوق العام. إن كان من حسنة للحوار، فقد كشف حقيقة المنظّر وحقيقة المشروع في واقع مأساوي وتركهما في العراء لمن كان له سمع وعقل من أولئك المطبّلين والمزمّرين ليلة الخامس والعشرين من شهر جويلية،عساهم يستفيقون من" التّخميرة.