شنّ بعض المدوّنين هجمة شرسة على الإتّحاد العام التّونسي للشّغل وعلى هيئته الإداريّة هجوما لاذعا، بمناسبة صدور موقفه من الحوار الذي دعت إليه الرّئاسة. للتّذكير فإنّ الهيئة الإداريّة رفضت دعوة الحوار وأقرّت الإضراب بيومين على خلفيّة خلافات مع الحكومة، يأتي المنشور (20) في طليعتها.
ما وجاهة الهجمة؟
يبرّر أصحاب الهجمة هجمتهم بأنّ الإتّحاد هو سبب الإنقلاب بتوفير الشّروط الموضوعيّة لقيامه، وأنّه سبب خراب العشريّة التي يصفها جناحاه المتطرّفان بالسّوداء ،ولو ترك الأمر لهما لأجابا دعوة الحوار دون قيد او شرط. ويذهب البعض إلى أنّ بيان الإتّحاد، لم يأت انحيازا للدّيمقراطيّة ولا للشّعب التّونسي، بقدر ما هو ضغط من أجل تحسين شروط الحوار، حتّى في غياب الأحزاب.
ما المطلوب من الإتّحاد؟
يخيّل إليّ وانا أقرأ تدويناتهم، أنّ هؤلاء، كانوا يتمنّون استجابة الهيئة الإداريّة لدعوة الحوار ،ليخرج الإتّحاد في أعين النّاس عاريا من القيم الدّيمقراطيّة،وليستمرّوا في قواعد الإشتباك!!.. قد تعمّق الهوّة بين المختلفين، ويستمرّ الوضع على ما هو عليه من أزمات مركبّة ومتراكمة ويقطع الأمل في استعادة مسار الحقوق والحرّيات.
حسابات الإتّحاد.
لا شكّ أنّ للإتّحاد، حساباته في تأييد تعطيل مسار الإنتقال الدّيمقراطيّ، وهذا لا يبرر فعلته التي تحسب عليه، فهل المطلوب منه أن يكمل خطيئته ويركض إلى الحوار؟ يبدو أنّ الهيئة الإداريّة، ذهبت في "خيار المنظّمة الثّالث". وهو موقف لو قبلناه بهدوء وبعيدا عن تحويل الإشتباك إلى عقيدة، يخدم مسألة التّصدّي للإنفراد بحكم البلاد.
لماذا لا يقع البناء عليه؟ وهل أصبحت شيطنة الإتّحاد مقدّمة على مسار الحقوق والحرّيات؟ الإشتباك من أجل الإشتباك، لا يختلف كثيرا عن وصف العشريّة بالسّوداء في المطلق. موقفان صاغتهما الأيديولوجيا وغذّتهما غرائز البحث عن اسباب الإختلاف أكثر من البحث عن الادنى المشترك.