كان ذلك نشيد السّوريين تحت نيران القصف الرّوسي طيلة أثنى عشر عاما و أمام أنظار العالم ولا من مغيث، حتّى تحوّلوا إلى لاجئين في وطنهم. وهو ذات النّشيد الذي يردّدونهم اليوم في مواجهة كارثة الزّلزال المدمّر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا وقد زادهم محنة على محنتهم.
كم هي مروّعة مشاهد آثار الزّلزال في البلدين وكم هي عظيمة المأساة على الشّعبين...نسال اللّه الرّحمة لموتاهم والعافية لجرحاهم. يقول مسؤول تركي، إنّه الزّلزال الأعنف في تاريخ تركيا وفي العالم، وإنّ الآثار مأساوية.
إذا كان هذا حال الشًّعب التّركي والدّولة قائمة وبما لديها من إمكانات ضخمة وبنى تحتيّة متطوّرة،ورغم َتدفّق المساعدات المختلفة من شتّي انحاء العالم، من فرق الإنقاذ المدرّبة إلى الخيام والمستشفيات الميدانيّة والأدوية والاطعمة والالبسة، تصل في جسور جويّة، لا تنقطع ومنذ اللّحظات الأولى، إذا كان هذا حال الشّعب التّركي، فكيف يكون الحال في الشّمال السّوري المنكوب اصلا قبل الزلزال حيث المباني الهشّة اصلا بفعل الحرب وفي غياب الدّولة؟
صور قاسية ومؤلمة تأتي من الشّمال السّوري، حيث المواطنون وفرق الإنقاذ المحلّيّة يحفرون بأظافرهم لرفع الكتل الإسمنتيّة الضّخمة لانتشال الجثث وأملا في العثور على ناجين تحت الأنقاذ.
وبينما تتدفّق المساعدات في الجانب التّركي، فإنّها تنعدم في الجانب السّوري إلى حدّ مؤلم ومحزن.. لاشيء يبرّر تأخّر إدخال المساعدات و لاشيء يبرّر تأخّر دخول فرق الإنقاذ المجهّزة والمدرّبة مهما كانت المبرّرات، فالمأساة واحدة في البلدين و احتياجات الإغاثة والإسناد واحدة في البلدين والمبادئ الإنسانيّة، يفترض بها أن تكون واحدة في العالم.