انخفضت صابة الحبوب (بكل أنواعها) من 6.680 مليون قنطار سنة 2022 إلى 2.256 مليون قنطار سنة 2023 (إلى غاية شهر جويلية). وانخفضت نفقات توريد القمح اللين (قمح الخبز) من 825 مليار بنهاية جويلية 2022 إلى 572 مليار في نفس الفترة من العام الجاري.
واضح أن النقص لا علاقة له بارتفاع الأسعار دوليا بل بأحوال المالية العمومية وقدرتها على الإيفاء بمتطلبات العيش اليومي، فمعدل الطن من القمح تراوح بين 378و450 دولار سنة 2022 و في 2023 سجل انخفاضا من 378 في جانفي إلى 324 في جوان.
كل هذه المعطيات منشورة في موقع ديوان الحبوب التابع لوزارة الفلاحة وهي تفسر بوضوح خفايا أزمة الخبز والأسباب الموضوعية وراء تقلص المبيعات لدى الكوّاشة.
في وقت مايزال فيه الخطاب الرئاسي يغرد خارج السرب ويريد إقناع الجميع بأن الخبز تخفيه الكارتيلات (وهي عبارة يبدو أن الرئاسة تعلمتها مؤخرا وتستعذب استعمالها بكثرة) عن الشعب لتنكل به.
أفبعد هذا التنكيل تنكيل آخر؟
معجم البورنوغرافيا!!
تقدم لنا وسائل التواصل الاجتماعي نموذجا عمليا عن اهمية التقبل في التعبير البلاغي، لأن الاستعارة ترتبط بصورة اللفظ الذهنية، .ما الفرق بين الينبوع والنافورة؟ الينبوع يحيلنا مباشرة على الطبيعة البكر اما النافورة فترتبط في المخيلة بتزيين الشوارع وأشغال البلديات!!! أما إذا ترجمناها إلى الفرنسية فإنها تحيل مباشرة على معجم البورنوغرافيا!! ولما كان الأصل في الاستعارة أنها تقوم على التشبيه وأن المشبه به ينبغي أن يكون في مقام أرفع وأسمى من المشبه، لا يمكن أن يكون وصف المرأة بالنافورة مستساغا لا سيما إذا كانت من نوع النوافير التي تزين بها بلدياتنا الساحات العامة!!!
رد الفعل هذا ينبغي أن يدرس في كليات الآداب نموذجا عمليا عن الاستعارة المتكلفة والتي تؤدي إلى معنى معكوس حتى وان كانت النية طيبة تماما كما هو الشأن مع صليح النجار في الجزء الثاني من (الخطاب على الباب) حين مدح زوجته باعتبارها (ساق) الطاولة…
وآخر دعوانا: ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا فقد بلغ بهم الاستخفاف والاستحمار اي مبلغ…