فلنواجه المؤامرة و لنقطع الطريق على الردة ..
من المتوقع أن تكون بلادنا من بين البلدان الضعيفة المتضررة من أزمة كورونا ولا يستبعد أن يرتفع منسوب الاحتقان الاجتماعي في الاشهر القادمة وينتظر افلاس مؤسسات وفقدان مواطن شغل وانكماش في النمو.
أن تعيش البلاد في السنة السياسية والاجتماعية القادمة على وقع احتجاجات اجتماعية شعبية من اعتصامات واضرابات فهذا هو الأرجح. ومن هذا المنطلق يجب الاستعداد لهذه الأجواء بمزيد من التماسك السياسي والاستقرار المؤسساتي على قاعدة وطنية وشعبية حتى لا يتم توظيف هذه الأزمة المتوقعة في العبث بالمسار الديمقراطي التونسي من قوى الفساد الداخلي وأذرعهم السياسية الحاقدة وداعميهم من القوى الخارجية التي لا يخفى شغلها الاستخباري في تونس ضمن سياساتها المضادة لإرادة الشعوب والممهدة لموجة جديدة من الهيمنة الاستعمارية بالتعاون مع نظامي العربان المتصهينين والمعاديين للنهوض الديمقراطي العربي.
يبدو أن الائتلاف الحكومي الحالي هو أسلم الخيارات السياسية التي اهتدت اليها البلاد بمشاركة أهم اربعة احزاب يفترض نظريا انها تمثل التوجهات والتيارات الكبرى بالبلاد. وليس من الصعب مزيد توسيع هذا الائتلاف لقوى اخرى يمكن أن تساهم في مزيد احكام الوحدة السياسية في البلاد.
التوترات النسبية التي ظهرت بين فرقاء الائتلاف يمكن تجاوزها عبر اسكات أصوات التطرف والشحن المتفرقة بعدل بين الاحزاب الشريكة في الحكم وهذه الاصوات ا تؤدي في أغلبها مهام كلفت بها من القوى التي من مصلحتها اجهاض هذا الالتقاء السياسي.
كما يمكن محاصرة التوترات عبر احكام أرضية الشراكة البرامجية وضبط الاولويات والاصلاحات المطلوبة. كما يمكن تدعيم ائتلاف حكم الوحدة الوطنية عبر تطوير العلاقة وتنقية الاجواء بين رئاسات قرطاج وباردو والقصبة وتوسيع مجال المصالحة الوطنية مع الدساترة ومشتقات النداء المتصدع لعزل الاقليات الفاشية المراهنة على خطاب شعبوي ودعم أجنبي متامر على البلاد.
و في سياق دعم الوحدة الوطنية لا مناص من مزيد احكام العلاقة مع الاتحاد العام التونسي للشغل و الدفع نحو ترشيد و ضبط خيارات اتحاد الصناعة و التجارة بما يدعم الراسمال الوطني الشريف و يحاصر جشع الوكلاء و المافيوز .
لا خيار الا الاستعداد لسنة ساخنة عسيرة وعصيبة عبر وحدة وطنية في افق ديمقراطي واصلاحي لمواجهة الازمة وقطع الطريق امام المؤامرات والاستثمار في الازمات.. ونعم قطع الطريق هذا.. فهو أشرف وأطهر من قطع سابق سيء الذكر مازلنا نعاني من اثار غبائه وسقوطه وخدمته الوظيفية لأعداء الثورة والحرية …