عَوْد على السياسة و«ميكانيكا المحاكاة » [التقليد]/ أن يقرأ الشخص «بوستات» في صفحات الفايسبوك أو مقالات في منشورات أخرى بائسة، لأشخاص لا يدركون مدى حدود تفكيريهم، فهذا شأنهم وحقهم في عدم الإدراك. أما أنْ يُخيَّل إليهم استغباء الأخرين فهذا ما لا يمكن قبوله. ومن أشهر طرقهم الخلافية (السجالية) في الرّد على بعض الآراء والمواقف والأفعال التي تُربكهم، فهي على نوعين:
1- نوع أوتوماتيكي، فتراهم يلجأون دائما إلى طريقة واحدة وجاهزة للردّ على جميع الحالات من مواضيع ومحتويات ومقاصد وسياقات مختلفة وأحيانا متنافرة: «إذا كنتَ ضد كذا ، فلأنك في جوهرك مع كذا؛ وإذا كنت تطالب بهذا فلأن وراءك ذاك؛ وإذا كنت تسبح في البحر فعليك، عندما تخرج منه، أن تواصل السباحة «على» الرمل وإلا فأنت منافق، الخ...». وهو ردّ العاجز ين وغير المتيقنين من أرائهم. وهو منطق شبه فقهي ويصبح فاسدا في غير مجاله وسياقه وشروطه.
وزد عليه أنه يقيس شاهدا على شاهد (هكذا!!) من دون وجود حدّ أوسط بينهما (وفقا للقياس الأرسطي البسيط). وهذا يُسمى بالرد الانفعالي بواسطة «ميكانيكا المحاكاة»، فهو ينسخ ردا سابقا ويكرره إلى ما لا نهاية.
ولمّا كانت الحيوانات لا تقدر على الحفظ والتذكر إلا بمقدار محدود جدّا نسبيا، فإنها تلخّص «التجارب» في عدد قليل جدا من «القواعد / الغرائز» السلوكية، ولذا نسميها كائنات محاكية (mimétiques). وأقربها إلينا هي القردة العليا (فصيلة مميزة من الرئيسيات العليا (Primates supérieurs).
2- والنوع الثاني، وهو أدنى مرتبة، أرُسْطيّا، من السابق لكونه أقرب إلى الجماد، وسأنعته، للملحة والطرفةّ، بالدَّهْراوي (نموت ونحيا ولا يهلكنا إلا الدهر)... فأصحابه مثلهم مثل الأوتاد، يتغير فقط مستخدموها، وتتغير الخيام ومواضع التخييم، وتظلّ هي «عيدانا شاخصة» إلى أن يعفى عليها الزمان فتتلف، وحتى الأطلال تزول حيث لا أساس ولا بناء.
اقتراح تقويم جديد* :
أن نبدأ من اليوم، أي 14 جانفي 2022 (وفقا للتقويم الميلادي القديم) تقويما جديدا نضبطه كما يلي: «الجمعة 1 من العام الأول من البناء القاعدي» الموافق لكذا. الخ... و سنحتاج لاختصار هذه العبارة التقويمية إلى أرقام أو رموز . وهذا ضروري من أجل أسطْرة التاريخ، فبفضلها لن يكون هناك تراجع إلى الوراء؛ علما وأن تاريخ الأمم كله أسطوري من أصله.
* ليس من عادة «العبد الفقير إلى ربه» البحث عن الأضواء ولا تقديم النصائح البالغة الأهمية،ولكنه رأى الفرصة مناسبه لبلاده فتخيل أنها ستدخل التاريخ الكوني برسم إيقاع زماني جديد له.