السياسية تعني القدرة على تعبئة الطاقات والإمكانيات البشرية والمادية حول مشروع سياسي.
بروفيل الأفضل اختزل في كفاءة قادم من المال والأعمال والاقتصاد بزخم معرفي أكاديمي جعله يراكم خبرات ذات طابع تقني اقتصادي مالي كانت عدته ومعبره الي طوطال ومجمع بيع قطع السيارات ثم تجربتين واحدة في السياحة وثانية في المالية ليخرج
هو وحزبه من المعادلات السياسية الى حين.
الأفضل مثله مثل كثيرين غائب حتى لحظة الاستحقاق؟! لحظة اظهاره أو ظهوره بمظهر الحل!؟والبديل في غيبة البدائل؟
صحيح ان التكنوقراط ذو كفاءة مميزة في مجال اختصاصه. لكن ذلك لا يعني القدرة على التأثير في الشأن العام ولا يؤمن كفاءة استيعاب مكونات المجتمع بتناقضاتها وتطلعاتها وبما ينتج عن حركية المجتمع من تحولات بنيوية عميقة تترجم في مطلبيات اجتماعية تتزايد يوما عن يوم ويعلو صوت أصحابها ليصبح صخبا فصرخات غضب وقد تتحول في اية لحظة الى غضب هادر.
بروفيل الأفضل غاب عنه مقاربة قبر التنافر بين السياسي و الأقتصادي بل عمق الهوة بين السياسي و الاقتصاد.و لم يراع ضرورة مقاربة هموم و مشاغل و مشاكل المجتمع بشكل مغاير يقطع مع مقاربة الحكومات السابقة المؤكدة التزامها بخط الثورة "جعجعة" يغيب عنها انتاج فكر أو مناقشة برنامج "طحينا"
بروفيل الأفضل و في اول كلمة بعد التكليف كرر ما سبقه إليه رؤساء حكومات بالعمل على تشكيل حكومة في مستوى انتظارات الشعب التونسي و تمايز عنهم بحكومة مصغرة حسابيا و اكد وفاءه للنهج الاغلبي؟!؟
كلمات لم تشف غليل انتظار التوانسة ولم تظهر قدرة الأفضل على الاقناع ولم تكشف اهتماما بضرورة استعمال اللغة المناسبة للمتلقي المتعطش لنقطة ضوء في اخر العتمة.
فهل يمكن بهكذا بروفيل هندسة التوجهات المؤسسة للعمل السياسي؟ وطمأنة الشعب بأن هناك رؤية مستقبلية جديدة لآليات اشتغال الدولة وادواتها؟