صادق مجلس نواب الشعب في جويلية 2015 بالاغلبية على القانون المتعلق بمكافحة الارهاب و منع غسل الاموال حيث كانت الحرب على الارهاب و مكافحته محل اجماع في تونس من كل الاطياف و تجند له الجميع قضاءا و أمنا و جيشا و اعلاما و مجتمعا مدنيا حيث لا تمر ساعة واحدة في اليوم الا و نسمع فيها بمكافحة الارهاب حتى اصبحت أم القضايا للرسامين و الفنانيين و المسرحيين و الادباء و الشعراء و اصبحت شعارا للحفلات و السهرات و التظاهرات و غطاءا قانونيا للمجرمين و الفشلة للتشفي و تجاوز القانون خدمة لمصالح شخصية ضيقة ...و قضية حياة أو موت كما رأيناها اليوم في بن قردان من قبل الجيش الوطني الذي واجه الرصاص و اقتحم المخابئ و تمكن من القضاء على الارهابيين بدعم كامل من المواطنين البسطاء…
و لئن كانت مكافحة الارهاب محل اجماع و حديث و تكرار و استعراضا بالجملة للخبراء و المحللين و الباحثين و الصحفيين الاستقصائيين الا انه في مقابل ذلك نجد غيابا تاما لهذه الحرب الضروس في وجه "غسل الاموال" و تقصيرا متعمدا في مكافحتها كجريمة اقتصادية تضفي الشرعية القانونية على الأموال المحرمة و الفاسدة لحيازتها و التصرف فيها و إدارتها و إستثمارها و المتحصلة عادة من تجارة المخدرات و الاسلحة و المتأتية من جرائم الإرهاب و التهريب و الاعمال المضرة بأمن الدولة من الخارج والداخل والرشوة واختلاس المال العام...
كم نتمنى رؤية حرب حقيقية و فعّالة ضد الارهاب و نرى هذه المواجهة الشرسة مع اللصوص و الفاسدين و نشاهد مداهمات لمعاقل المهربين و ناهبي المال العام في مكاتبهم و شركاتهم و نراهم يقتادون الى السجون من ربطات العنق و لما لا نشاهدهم ايضا يحاكمون و يعدمون فهم في نهاية الامر الجناح الآخر للارهاب الذي يهدد البلاد و العباد…
****
من قلب الارهاب ألفة يوسف تحرضكم على الاخوان و الاذيال و الاذناب…
" كل مدني وامني يستشهد اليوم دمه في رقبة من دافع عن الارهابيين...من اخرجهم من السجون باسم حقوق الإنسان...من غطى على تغلغلهم باسم ممارسة الرياضة والدعوة إلى الدين...من سمح لواحد من قادتهم بالفرار من جامع الفتح...من اعتبر أن الإرهاب فزاعة ضد الانتقال الديموخرائي...والقائمة تطول، ولكن عنوانها واحد: الإخوان واذنابهم واذيالهم مهما تمسكنوا وتلونوا اليوم كالحرباء المذعورة..."
هذا ما كتبته ألفة يوسف التي تدعي زورا انها مثقفة و كاتبة و باحثة و ناشطة و جامعية ساعات قليلة بعد بدأ العملية الارهابية في بن قردان و راح ضحيتها ابرياء من الجيش الوطني الذي يجابه الرصاص بقلوب لا تلوجها إديولوجيتها المريضة و من المواطنين الصامدين منذ عقود التشريد و التجويع و التهميش و التجفيف تتقدم ساقا بساقا و كفا بكف و لا تعرف نظرياتها و محاضراتها في "ثقافة التغيير" و "الفلسفة و الاهداف" التي كانت تتلوها في خضرة الحجّامة و عصابة الحجّامة....
هذا النوع من ذباب الثقافة و حشرات الفكر و قمّل الجامعات التونسية لا يخرجون الا و هم يتبعون اثار الروائح النتنة و يحومون حول الجيفة المتعفنة و يتطايرون حول برك المياه الآسنة ليحركوا كل ما فيها من خبيث الاسلاموفوبيا و نجاسة الشيطنة و التحريض على جزء كبير ممن يختلفون معهم فكريا و سياسيا و كله تحت راية الوطن الذي كانت تفتي له في اللواط و تنظّر له في علاقات النصف السفلي في مهمة تفكيك الداخل و اضعافه التي تميزت بها دون منازع...زادت عليه اليوم بعض النظريات الفايسبوكية في الاستراتيجيا الداخلية و المخططات الخارجية و بعض العلوم السياسية و الخبرة في الارهاب و الاحلاف الدولية و النضال ضد المشروع الصهيو امريكي في المنطقة الذي تحاربه الدبابة الروسية في سوريا و يتصدى له نظام العسكر في مصر.
الحمد لله انكم لم تأتونا من كوكب آخر و اننا نعرف عاداتكم السريّة و العلنية ماضيا و حاضرا و شبعنا من وجوهكم و مللنا تراهاتكم و كل ما تقيأتموه في وجوهنا لعقود...اذهبي الى بنقردان و نتحداك لو تستطيعين بهذا المرض لا القيام بمحاضرة في مكافحة الارهاب بل في مكافحة الباعوض…