كلام في النقد اذا نقدت المحامين صاح عميدهم ….المحامون خط احمر اذا انتقدنا الاساتذة الجامعبين اضربوا و طالبوا بالاعتذار وقالوا …..نحن الخط الاحمر اذا نقدنا رجال الامن اعتصموا بحبل الداخلية وقالوا …..الامن خط احمر وازرق لا احد قادر على تجاوزه اذا نقدنا القضاة صاح الجميع وهل وصل بنا الامر الى المحاكم التي يجب ان تبقى فوق كل اعتبار اذا ما نقدت الاطباء ثاروا وقال عميدهم ….الاطباء خط احمر اما اذا ما كان الموضوع عن بعض العسكريين فانت لم تتجاوز الخط الاحمر بل كل الخطوط الحمراء والشبيهة بها والمتفرعة عنها واذا ما نقدنا الاعلام صاحت النقابة وصرخت الجرائد ورددت الفضائيات والاذاعات كفانا اتهاما للحمار القصير الاعلام …وهم يفتخرون بكونهم اعلام العار واذا انتقدنا المعلم اضربت النقاية وطال انتطار الاطفال بلا دروس واذا نقدنا الاساتذة في الثانوي اضربت النقابة ذلك ان المعلم رسول وقم له بالتبجيل والتطبيل لا بالنقد اما اذا فلت لسان احدهم وذكر عيبا منتشرا في مدينة كذا هاجت هذه المدينة وماجت وربما قطعت الطرقات لمنع المرور منها عقابا للجميع الى ان يصدر الاعتذار واذا ما ذكرت قبيلة ببعض النقد او الاشارات التاريخية هددت القبيلة هذه بالويل والثبور ان لم يصلها الاعتذار ورد الاعتبار ورد الاعتبار…
واذا ما كان النقد موجها لغيري فهو مطلوب واذا كنت المعني بالنقد فهو مرفوض وصادر عن انسان لا يعرف اصول النقد وهو جاهل وحاقد ومريض نفسي وعليه ان يعالج وفورا اذن من يجب ان ننقد اما ان ننقد الاوهام والافكار المجردة واما ان _نبرك_ تماما في الرياضيين و الفنانين فهؤلاء تعودوا على النقد والانتقاد الى ان ماتت لديهم لحمة الغضب والاعتصام والاضراب اما الان فيمكن ان ننسى الجميع ونبرك في السياسيين فليس من حقهم الاعتصام والغضب واذا ما فعلوها حاربناهم وشوهناهم واحلناهم على التقاعد …
نعم هم يستحقون التقاعد أما أن يكونوا هم الحمار القصير فهذا ما يجب اصلاحه حتى يتفرغ النقد للظواهر الفاسدة والقضايا التي يثيرها غير لسياسيين ……. النقد حق وممارسة للحرية …وهو من أسس حقوق الانسان والديمقراطية فكيف بعد خمس سنوات من الثورة مازلنا لا نقبل بالنقد تماما لقد أكد الجميع أن بورقيبة متغلغل فيهم … ان البورقيبية ثقافة منغرسة في النفوس وهي ترفض النقد .. بورقيبة لم يكن يقبل حرفا نقديا واحدا وهو لا يقبل حتى المدح ان لم يتخصص في خصاله كلها ويغطي على الاجرام الذي قام به ويشيد حتى بالأخطاء التي اقترفها ….
علينا أن نتعلم النقد وعلينا أن يكون صادقا في ما يأتيه من الظواهر والمفاسد لا أن يختلق القضايا ويكذب ويؤلف القصص ويفبرك الأشرطة ويسعى الى تشويه الخصوم او المنافسين نعم ان التشوبه قد يكون مقبولا اذا ما كانت الظاهرة التي ننتناولها بالنقد هي بمثابة الجريمة الموصوفة …. الاعلام أصبح هو المشكل وليس المجتمع او السياسيين وغيرهم …. نعم النقد في اعلامنا هو الآخر مشكل وليس المنقودين هم المشكل دوما ..