كدتم اليوم تفقدون البطل الهمام، بطل الحرب والسّلام، عمكم الجوادي، حفظه الله!
فقد أصرّت مدامتي، أبقاها الله، أن اصطحبها مساء إلى قلب العاصمة لأشتري لها حذاء وتوينسات وما تيسّر من ملابس مختلفة بعد أن تفطنت أنني قبضت البارحة "فلوس الأوتيد"!
وكما يحصل في كلّ مرّة ، أجلس أنا في أحد المقاهي، أو أتجول في المكتبات، حتى تستكمل فاطمة تسوّقها، وبما أن الجوّ كان رائقا ومشمسا هذا المساء، فقد جلست على أحد المقاعد العمومية داخل حديقة صغيرة مليئة بالازهار قريبا من المنڤالة، ورحت أستمع من خلال الكيت إلى أغاني كافية شجية، وفجأة جلس بجانبي شاب وفتاة بدون استئذان، سرعان ما أدركت من خلال حديثهما أنهما عشيقان، فقد راح صاحبنا العاشق يعد صاحبته بالجنة الأرضية :
-تعرف يا منية، قال لها هامسا، والله إلا ما نعيشك أميرة، واللي تطلب نجيبلك، توة تشوف إلا ما نشيخو بالمحواس، وندوروا الدنيا الكل، غير وافقي أكاهو!
-مصدّقتك يا رمزي أجابته "المصطكة" مما رفع ضغطي، أنا موافقة أما المشكل في بابا وماما، وأنا نوعدك نحارب العالم من أجلك..
--يعيشك شيري، أجابها، بوك وامك يقولولك كلوشار وما يحبش يخدم، وأنا يعلم ربي، نحب نخدم أما ما ثماش خدمة..
وسرعان ما دخل العشيقان في قبلات حارة، متناسيين أنني أشاركهما المقعد، حتى أنهما كادا يسقطانني أرضا مرتين !
بعد استكمال ما تيسر من قبل، أعلمها أنه سيأتي بكسكروتين ودبوزة كوكا من محل قريب، وترك المكان، فما كان مني إلا أن خاطبتها معاتبا:
-سامحني يعيش بنتي، انجم نحكي معاك؟
-تفضل بابا، أجابتني متوجسة
- توة أنتي ما ناقصك شيء، علاش بربي تربط روحك بكلوشار ما يخدمش، ماو اسمع كلام بوك وأمّك!
صمتت الفتاة، وندمت على ما بدر مني، وعندما وقفت لأغادر وصل صاحبنا، وما أسرع ما أمسك ب"خناڤي" عندما أخبرته فتاته بكل شيء..
طبعا بإمكانكم أن تتخيلوا الذي حصل، ولولا تدخل بعض المارة لكنت الآن في عداد جرحى "التجلطيم"..
ولا حول ولا قوة إلا بالله
أصلا: واش لزّ حمّة يغنّي كما نقول في الكاف..