في الماضي كانوا ينعتون الإنسان بالحمار دلالة على شدة التحمل والقدرة ويقولون " حمار عمل "
والآن ينعتون الإنسان بالحمار دلالة على الغباء والبلاهة بل أصبح مثاراً للتندر والإستهزاء.
بالله عليكم هل سمعتم حماراً يختلف مع حمار آخر ويستهزىء به ويحتقر تفكيره ويتفوه بأقذع الشتائم بل ويقتله؟
بينما الإنسان قد يقتل نتيجة اعتقاد بفكر ما وقد يقع فريسة حوارات عقيمة تؤدي أحياناً الى سفك الدماء.
هـالـة تَستنكر
****
عذراً منك يا أيها الفيلسوف الإيطالي نيكولو ميكاڤيللي على إسقاط مقولتك
"الغاية تُبرر الوسيلة"
إن نظريتك تسوِّق لكل ما هو سيئ ويمكن تصنيفها بأعلى قممٍ للحقارة البشرية وتأخذنا بعيداً عن أسوار الإنسانية لتنافي كل مبادىء الأخلاق والقيم وتناقض كل الشرائع السماوية منها والوضعية، إن كل هذا الظلم والإجرام المقنع الذي نعيشه في هذا العصر ليس إلا انعكاساً من مرآة الميكاڤيلية التي أصبحت سائدة الان في كل ما حولنا وأصبح الشرق والغرب على اختلافهم يؤمنون بفكرتك الساقطة المنحرفة والتي توجه الطعنة القاتلة إلى صدر الكمال الإنساني.
لقد أجدتَ أيها الماكياڤيلي في تغذية العقل السياسي والفكري في عصرنا هذا وأصبحت مقولتك تلك منارة يهتدي بها كل ظلاميي هذا العصر من حكام وساسة ومفكرين) كما يحلو للبعض تسميتهم).
ميكاڤيللي في عيون هالة
****
من منا لا يعرف الكاتب, الرسام, النحات اللبناني ,ابن شمال لبنان جبران خليل جبران، النابغة العبقري وأسطورة عصره الشاعر المتفرد , رسول الإحساس ولسان الحكمة الذي ترك لنا إرثاً عظيماً في سماء الفكر والأدب , إنه إكسير العطر والعطاء السابح في بيداء الروح والعقل.
"مي زيادة" تلك الظاهرة الأدبية ,الكاتبة , الناقدة , والباحثة والخطيبة من الطراز الرفيع التي تألقت وتفردت وسط باقة من عمالقة الفكر والثقافة في عصر لم يكن مسموحاً فيه للمرأة أن تلتقي بهذا الكم من الرجال في صالون أدبي يحملُ اسمها يجتمع فيه رواد الفكر ومناهل الأدب في ندوات ثقافية وملتقيات أدبي.
تعذب بحب تلك المرأة الشاعرة كل أدباء وشعراء عصرها لكن قلبها كان مأخوذاً بجبران وحده .. نعم يحق له .. فمن لا يُسحر بقلم جبران الشامخ؟
التقتْ بالعديد من رجالات الأدب والفكر في ديوانها الأدبي ولم تلتقِ بتوأم روحها وبلسم جروحها وحبها الأوحد .
لماذا لم يُوقظْ فيها تلك الرغبة الجامحة للقاء لماذا لم يدفعها الفضول - على الأقل - وحب الاكتشاف إلى الاندفاع للقاء حبيبها , ألم تتقد في مي شعلةُ شوقٍ تدفعها لرؤية ذاك السر الكامن في شخصية جبران ؟
لماذا لم يتحدَوا الزمان ويكفروا بخطيئة المسافات ؟
لماذا لم يحتلْ جبران على الوقت ويطوي الزمان والمكان ويتواجد في حضرة جلالة تلك النابغة؟
هل هذا حب ؟ أم عذاب؟
أسئلة إستفزت أفكاري وحرّكت دبابيس الحيرة في رأسي …
هـالـة تسأل
****
الكلامُ الصادق كـَ القطن الأبيض نقاءً
وكـَ التوت البري طراوة وحلاوة
وكـَ نبع نرتشفُ منه العسل
إحساسٌ جميلٌ يملأ نبض الوريد ويسكن الشريان
يقطع بنا المسافات على غفلة من الزمن
فتسكن آذان الكون لتصغي لتراتيله.
الصدق شلالٌ دافقٌ بالعلاقات الإنسانية
فلنغتسل بهذا المطر من زيفِ الحياة
كونوا .. أصدقاء مع الصدق
هـالـة تَكره الكذب
****
قال :
احذروا الصقور .. أمثالي
قالت : لا تحط على أغصان الأشجار إلا العصافير فزمن الصقور ولىّ منذ أن تمايلت خصور الرجال وتنازلت عن إحلامٍ تحاكي هامات الجبال.
قـال : لذلك أصبحت الصقور من امثالي اكثر ندرة وحنكة، تنازلت عن الخصور, على اهميتها, تبرأت من كل الصفات
وبالنسبة لاحلامها, فهي لا تحلم, لانها تنفذ وتكد وتجتهد.
قالت : إنّ الصقور في اعالي السماء لا ترى نفسها إلا طيوراً
كما الجبال أمام المجرات لا تتعدى كونها جحوراً
قال : الا اذا انقضت, ففي انقضاضها, الحد مابين الجد واللعب
قالت : إنقضاض الصقور ما هو إلا استعراض اعلامي لسد رغبة جوعها فلا مكرمة في ذلك
حتى ديدان الأرض تفترس الفتات لكن بهدوء
قال : ويلي من اليمامه لن تغفر ابداً للصقر
قالت : غفرت
****
قالوا :"الزم الصمتَ إِن أردتَ نجاة".
وهنا المقصود أن الصمت هو وقاية من الخطأ وأن الكلام أفخاخ قد يوقعك في التهلكة.
من لا يُخطىء لا يتعلم ولا يعرف سر القوة والصلابة أمام مطبات الحياة ولا ينجو من غدر الزمان.
فالخطأ والخطايا التي يرتكبها الإنسان كثيرا ما تتحول في أغلب الأحيان إلى مواقف سامية لإدراك معنى العيش وعمق الإيمان الداخلي في أغوار ذاتنا .
الصمت عن ماذا هو الأفضل , في أية مواقف وعن أية حالة , في حالة الظلم , في حالة العذاب , في حالات الثورات والقتل وسفك الدماء ,في حالة الذل والتجريح , في حالة الخيانة والإهانة, في حالة النكران وعدم التقدير من زوج أو زوجة أو ابن وابنة , أم في حالات التعبير عن أجمل المشاعر لحبيب يتشوق لسماع كلمة تعيد نشاط يومه وتحييه ؟
سألت نفسي : هل التزام الصمت هو الوسيلة الحقة لمواجهة كل المواقف وهل هو الاسلوب الامثل للتعامل مع مختلف نوعيات البشر ؟
فبدون الكلام كيف يعرف المجتمع إلى أين يسير؟ من يزهق الباطل ويحصص الحق ؟ كيف سيعرفنا الناس؟ كيف سنعبر على مشاعرنا وأنفسنا وأحاسيسنا وأفكارنا ومكنوناتنا؟ كيف سننصح الآخرين ؟ كيف يظهر كل ذلك من دون كلام؟ بل لم أساساً خلق الله اللسان؟
لنتذوق به الطعام فقط !!!!؟.
هـالـة تَستنكر
****
'' اغلبية الرجال كي لا أظلم النوادر منهم''
الرجلُ يقرأ المرأةَ كــ" دولة"
يدرسُ حدودها وأبعادها ومناطق القوةِ والضعفِ فيها ليحتلها لا لتكونَ له وطناً وملاذاً.
هو يقرؤها ولكن ليسَ كما تحبُ المرأة أن تُقرأ..
إنه يدرسُ جغرافيتها وينسى تاريخها يقرؤها ليُعلنَ الحرب عليها ويجعلها مستعمرةً صغيرةً يُملي عليها من المرغوبِ والممنوعِ والمُباح والحَلال ويكبلها بسلاسل المجتمع البالية…
هـالـة تُحلـل