انفجار أوّل في مطار “زفنيتيم” الدولي و بعد حوالي ساعة وربع وقع انفجار آخر في محطّة ميترو الأنفاق”مالبيك”.. كثير من التساؤلات يمكن أن تثار بعد هذه الفاجعة لعلّ أبرزها هو السؤال التالي: لم لم يقع تفادي الانفجار الثاني؟ هل وصلت الأجهزة الاستخباراتيّة البلجيكيّة والأوروبيّة إلى مستوى من الهشاشة إلى درجة أنّها لا تستطيع جمع المعلومات الكافيّة في الابّان حتّى تستبق الأحداث و توقف المعتدين و تمنعهم من القيام بتفجير ثالث ورابع لو خطّطوا لذلك!!؟
لقد قامت وزارة الداخليّة في بلجيكا ببعض الاجراءات الروتينيّة والتي تعتمد في أي مكان يقع فيه عمليّات ارهابيّة مماثلة كإغلاق المعابر و الطرقات الرئيسيّة والموانئ و المطارات.. لكن، كان على السلطات المعنيّة القيام بمجهود أكبر في التعامل مع تهديدات مماثلة خاصّة بعد ما صرّحت به الوزارة في شأن “صلاح عبد السلام” الذي وقع القبض عليه في الأيام الفارطة. لقد أفاد فريق التحقيقات في وزارة الداخليّة البلجيكيّة أنّ المدعو “صلاح عبد السلام”، وهو عنصر خطير ينتمي إلى إحدى الجماعات الدينيّة المتعصّبة حسب زعمها، كان ينوي القيام بعمليّات إرهابيّة في العمق البلجيكي!! فأين الفاعليّة و أين الجاهزيّة؟ لقد فقدتا تماما.
لقد وصل عدد ضحايا الهجوم على بروكسيل إلى ثلاثين قتيلا و أكثر من مائتي جريح بعضهم في حالة خطرة وتعتبر هذه الحصيلة الأشنع في تاريخ بلجيكا. وبهذا رفعت الدول الأوروبيّة المشاركة في الحملة العسكريّة على ما يسمّى بتنظيم الدولة الإسلامية من جاهزيّتها الأمنيّة لصدّ أي عدوان يحدث داخل ترابها.
و بعد أن أصيب الكثير من المحللّين و المختصّين في الشؤون الأمنيّة بالصدمة لضخامة التفجيرات و مأساويّة الفاجعة بات من الضروري حسب رأيهم إيجاد الأجوبة للعديد من التساؤلات.. ماذا بعد الفاجعة الكبرى؟ هل ستتواصل الهجمات الارهابيّة على الأبرياء؟ هل يمكن وقف تلك التفجيرات الدمويّة ضدّ العزّل و الأطفال و النساء أم أنّ أنهار الدماء ستتواصل في السفكان؟
تلك العمليّات الارهابيّة التي يراد بها تشويه الاسلام وهي في الواقع جرائم فظيعة لا تمتّ بأيّ صلة بشعائر الاسلام الفضيلة وقيمه الانسانيّة النبيلة. فالإسلام دين السلام والتسامح أمّا الإرهاب فلا دين له.