معرض الكتاب.. عنوان آخر للفشل ..

Photo

تراجع عدد الناشرين. ارتفاع الأسعار. سوء اختيار الضيوف. ضعف الجمهور)ليوم الأول). الرقابة وما أدراك ما الرقابة. ذلك بعض ما لاحظه بعض الإعلاميين حول الدورة 32 من معرض تونس للكتاب، حتى أن جريدة "العرب" اللندنية ذكرت في عنوان مقالها بأن المعرض "ينذر بنكوص ثقافي" وأشارت جريدة "الشروق" التونسية إلى ما مورس من "مراقبة مشددة" وكتبت جريدة "الضمير" التونسية حول نفس الموضوع قائلة "الضعفاء والخائفون يستنجدون بالرقابة". وبالفعل يبدو أن لجنة التنظيم قادمة من زمن آخر زمن ما قبل الثورة، وزمن ما قبل النشر الإلكتروني.

ما لا يمكن إغفاله هو أن ضيف الشرف لهذه الدورة هي فرنسا، نعم. وقد جرت العادة في المعارض الدولية للكتاب أن يقع اختيار ضيوف الشرف لبلدان بعيدة يُراد التعريف بثقافتها وآدابها وحضارتها. وفرنسا بالنسبة لنا -على الأقل- لا تدخل ضمن هذه الخانة، اللهم إن كانت الدواعي إلى ذلك غير ثقافية، وعلى أية حال ففرنسا تدخل علينا ثقافتها من كل باب ونافذة، وكتّابها يدرسون ضمن برامج تعليمنا، وكتبها تدخل بلادنا بدون حواجز، وهناك دور نشر تونسية متخصصة في إعادة طباعة الكتب الفرنسية وحتى توزيعها على بلدان أخرى.

نشير من جهة أخرى أن من ضيوف المعرض نجد عددا معتبرا من الفرنسيين أو المقيمين بفرنسا على غرار الكوارجي "ليليان ثورام" (؟) و"كاترين سيمون" الصحفية بجريدة "لومند"، إلا أن جريدة لومند لم تكتب -إلى حد اليوم الثالث من المعرض- حرفا واحدا حوله. ميات ذبانة وذبانة…

في بلد لا يفتح فيه أكثر من أربعة أخماس مواطنيه كتابا واحدا طيلة السنة، وفي واقع تردى فيه التعليم بما في ذلك الجامعي، إضافة إلى تردي الوضع ألاقتصادي هل يمكن بالفعل للقائمين على معرض الكتاب أن يبدعوا تصورا لمعرض ناجح أو حتى معرض مختلف شكلا ومضمونا عن معارض الستينات؟ إنهم دليل آخر على الفشل المحيط.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات