في يوم واحد ..عاشت تونس ما به يمكن ان يجن كل الشعب التونسي...كم باسمك ايها الوطن تتزايد الاكاذيب وتتكاثر عمليات التدمير الممنهج للفكر والسياسة والرجولة .... شبعنا اليوم. هذا اليوم بالذات بتاريخه اي يوم ستة افريل. شبعنا اكاذيب ونفاقا .
تاكدوا ان تونس لم تعرف ما تعرفه اليوم من نفاق وترهات واباطيل ...وتاكدوا انه لا يمكن لبلد واحد في اي مكان من العالم ان يتحمل ما تحملته تونس هذا اليوم ..
لا يوجد انسان قادر على تحمل ما يحقنه فيه الفاسدون والمنافقون في تونس .
لا يمكن …ابدا لا يمكن …
لقد علمنا في البداية باوراق بنما التي تضمنت فضيحة فساد دولي فيها مجموعة من التونسيين الذين لم نستغرب تماما وجودهم ضمن المافيا الدولية فلا شيء في تاريخهم يجعلنا نكذب اوراق بنما…..الا ان الماكينة تحركت بسرعة لتملا عقول الناس بالاكاذيب التي تم تصنيعها بالمتحيلين والمخبرين والنقابين ولست مخطءا فليسوا نقابيين ..ابدا ليسوا نقابيين انما هم متفرغون لترسيخ الفساد وهم يعملون ايضا على تشويه النبلاء والمخلصين للوطن وتزيين الوجوه القبيحة وتنظيف المفسدين ….تحركت الالة الجهنمية لتحعل من هذه الفضيحة حكاية تافهة وهي فضيحة بكل المواصفات بل هي نوع من الارهاب والعنف الذي تم تسليطه على الوطن …وللاسف هناك من يقوم بتبييض الفضاءخ وتصغيرها ويتولى تحديد الارهاب… ما هو ومن يقوم به..
يا سيدي اعلم ان ما حدث هو ارهاب ..نعم ارهاب دولي …… .
كما انه في هذا اليوم تمر بنا ذكرى وفاة الرءيس الحبيب بورقيبة …فكم من الاكاذيب تم ضخها في الامخاخ ..وكم من النفاق تم صبها في الادمغة وكم من الطحين تم حقنه في شرايين التونسيين ..
..كل الذين خانوه اصطفوا للكذب من اجل الكسب…كل الذين اهانوه ولم يدافعوا عنه وقفوا في الطابور لكي يطلبوا الغفران على ما اقترفوه في حق من كان ولي نعمهم ..ومن كان وراء الخيرات التي تمتعوا بها في الحلال وفي الحرام.
وكل الذين زينوا له الاستبداد وشجعوه على السير فيه بكل ثقة في النفس وقفوا اليوم امام قبره ليقولوا له نحن هنا لاننا نريد ان نبقى رغم الثورة و رغم ان الشباب قدم التضحيات الجسام لابعادنا عن الحكم .
.وكل الذين نهبوا البلاد ودعموا الفساد قاموا اليوم بزيارة قبره متوسلين به من اجل ان يبقوا في الصدارة وقتل الاخرين وتجويعهم وتهميشهم .وضرب الثورة في العمق. .وهم قادرون على ذلك بما ان الماكينة بايديهم بل هم الذبن خططوا لإقامتها وهم الذين يشغلونها.
كم احسست بقرفهم …
كم احسست بقذارتهم …
كم احسست بالرغبة في التقيؤ لحجم قبحهم االازرق وتفاهاتهم وسقوطهم …وكذبهم ..
وقد تالمت كثيرا لان الشباب كانوا هناك وهم لا يعرغون شيءا عن بورقيبة باستثناء ما قيل لهم. في الاعلام وفي مقرات بعض الاحزاب فحتى المدرسة والمعهد لا يدرسون تاريخه ..وكما اني حزنت لاني رايت الكثير من الاطفال..كلهم مساكين يتعرضون لاكبر مؤامرة لافساد عقولهم من اجل مصالح سسياسية لا علاقة للمعرفة بها … ….
كم كان الابرياء هناك ضحايا التدجيل والنفاق…
لقد قالوا لهم …فصدقوا …واعدوهم اعلاميا فتاثروا ..وكم كنت اتمنى لو انهم كانوا قادرين على الاختيار ليثوروا على الاكاذيب ثم يجلدون من غرر بهم وتفه احلامهم…
وكان هذا اليوم حزين برحيل الشاعر اولاد احمد. زاخرا ايضا بالنفاق …كثير من الكلام من هذا الجانب او ذاك ما كان ليقال …لانه بشكل من الاشكال نوع من النفاق بل هو الباطل بعينه …كل اشكال التشفي سمعناها. وكل انواع التطبيل الكاذب قراناه…وكل الاباطيل تم استعراضها ..
لقد قيل كلام مغلوط …الهدف منه هو افراغ الساحة الادبية من رجالها. ونساءها..كل ما قيل اليوم عن محمد الصغير اولاد احمد يحبط تونس والتونسيين ويدوخ المبدعين فيياسوا من الابداع الذي يمكن ان يتحول الى سياسة لقتل الحق والحقيقة ..
ولن يرى التونسي في هذا الوطن غير شاعر واحد. في حين ان تونس زاخرة بالشعراء المتميزين ..من امثال الميداني بن صالح ونور الدين صمود و المنصف الوهايبي ومحمد الغزي ومحمد الهادي الجزيري وجميلة الماجري وامال موسى وعاظل معيزي ومبروك السياري وادم فتحي وفوزية العلوي و عدد اخر من الشعراء ..وان شءنا يمكن ان نضيف الراحل الطاهر الهمامي من جماعة الطليعة…
لا تقولوا لي لا احد يقدر على الغاء الادب الحقيقي ولا احد يقدر فسخ الاخرين من الخريطة الابداعية …
ولا تقواوا لي بان فسخ التاريخ غير ممكن ..وفسخ الاسماء غير ممكن
فها انكم تشهدون تجربة بورقيبة وصالح بن يوسف وحمود الماطري وعبد العزيز الثعالبي في النال الوطني ضد الاستعمار …اقد كرس الجماعة بورقيبة الاوحد في النضال والاخرون كانوا دوما حطبا له.
….و في الادب انتم جميعا تعرفون ….
ان الشابي لما كان حيا يرزق يكتب الشعر وينشر منه الكثير كان هناك شعراء مهمون …بعضهم اكثر شعرية من الشابي في بعض التوجهات خاصة منها الاجتماعية والسياسية من مثل مصطفى خريف والشاذلي خندار ..ومصطفى المؤدب….
بعد الشابي كان هناك شعراء مهمون لم يتمكنوا من اثبات ذاتهم بسبب التركيز على الشاعر ابي القاسم الشابي ..من مثل الشاعر الكبير منور صمادح الذي توفي فاقدا لعقله محروما من كلمة لطيفة في حقه ولولا ما قامت به بيت الحكمة في التسعينات من اصدارات منها ديوان كبير للشاعر منور صمادح مع مقدمة مهمة عن حياته كتبها شقيقه لما عرف الان تونسي واحد من هو منور صمادح الذي لو قراناه من جديد لاكتشفنا انه قال مءات القصاءد لم يقلها الشابي فنيا وفكريا …
واليوم نعود الى نفس الخطا …
نعود الى صناعة الاصنام …. والارقام …فما تصنعه الماكينة هو الباقي اما الاخرون فهم مجرد ذكريات ومجرد اسماء عابرة ….
نعود الى قتل الفكر التونسي بفرض بورقيبة زعيما اوحد ومفكرا اوحد .. بمعني ذلك ان تونس لم تعرف رجلا غيره في حين ان تونس ولادة.
الباحي عندما يقف على قبر بورقيبة فمن حقه ذلك لان بورقيبة هو الذي جعله حاكما على مدى ستين سنةوهو الذي وفر له كل الاسباب ليصبح رءيس البلاد لكن ليس من حقه ان يجر كامل البلاد الى رغباته والى ومصالحه.
..الم تلغ الثورة التدمير العقلي ااممنهج بالسياسة الدعاءية التي تعودنا عليها لعشرات السنين ..
..الم نكتشف في الايام الاولى للثورة اننا كنا ضحايا اكاذيب التجمع وسرقاته …الم يقل القضاء في هذا التجمع كلمته الاولى والاخيرة .
لماذا نقبل اليوم عن طواعية بناء الكذب من جديد …
من الذي هيا البلاد الى الفساد من جديد ..
من يسعى الى اهداء البلاد الى المفسدين المتعاملين مع المافيات الداخلية والأجنبية.
..الم تكن الثورة قد قامت على التدجيل والاكاذيب والفساد والاستبداد …فلماذا نعود الى تصديقهم ..ولماذا لا نحمي انفسنا وابناءنا من ماكيناتهم الجهنمية ……
لم تعرف تونس اياما سوداء مثل هذا اليوم.
نعم لم تعرف تونس كل هذا الكم من الكذب الذي يدمر العقول ويقزمها …
اذا لماذا اصحاب المصالح يخططون للابقاء على مصالحهم ونفوذهم و لا يتفطن التونسي الى هذه الترهات بل ينزلق فيها عن طواعية وهو نوع من اغتيال الا بداع..في كل المجالات.
لا تقولوا أن لا احد صدق ما يجري.
…ابدا …ان الشعب بالاعلام الكاذب وبالدعاية المدفوعة الاجر …يسقط في الحبال ولا يمكن اصلاح ما فسد الا بعد مرور وقت طويل ..
كم تضيع فيها من مكاسب و من حقوق وواجبات..
وللحديث بقية عندما نكتشف ان الفاسدين مكانهم الطبيعي السجن والمحاسبات والمحاكمات العادلة …وعندما نعرف ان بورقيبة ليس ملاكا. وليس المجاهد الاكبر الوحيد ولا هو الكبير الوحيد وأن البلاد انجبت الكثير من الرجال المجاهدين والمناضلين الذين كانوا هم ايضا وراء حصولنا على الاستقلال .. .
نعم ان بورقيبة مهم وكان زعيما لكن البلاد كانت زاخرة بالزعامات التي الغاها الكذب والنفاق والمصالح الدنيءة ..
..وبورقيبة هو الذي ضيعهم وهو الذي ابعدهم وقزمهم ..وهو الذي اتعبهم وبعضهم. اغتالهم . وكلنا يعرف انه قام بتاسيس مدرسة متكاملة لتدريس التاريخ كما يحلو له ومما اتفق له قادها لسنوات عديدة محمد الصياح الذي كان دوما واحدا من اقوى رجالاته في عهده وهذا الرجل هو الذي شكل فريقه من المؤرخين الذين تمت تسميتهم اعضا ء في الدواوين في الوزارات والحزب الحاكم..ومنهم من حصل على الشهاءد العليا التي تخول.له تدريس تاريخ بورقيبة كما تعلمه لدى محمد الصياح وهو سياسي وليس عالما ولا باحثا الا في بورقيبة ..ولا غيره ….وبعصهم ادار معهد الحرمة ااوطنية بالتداول …فانظر في كتاباتهم ..هل فيها لحظة نقدية واحدة ……..
كما ان الزعيم بورقيبة هو الذي اعلن نفسه رءيسا مدى الحياة فهل في العالم رءيس مدى الحياة…ومع ذلك لا احد يناقش. وان ناقشنا قيل لنا هو بريء مز تفاهات السياسيين الذين احاطوا به……
اذا كان هناك من حكم مدى الحياة وهو في حكم جمهوري فهو متاثر بالجمهورية البورقيبية ….
وعلينا ان نعرف ايضا ان الشعر يمكن ان يموت ان كذبنا عليه كثيرا وطويلا كما فعلنا مع الشابي …الشابي كان شاعرا مهما الا اننا جعلناه الوحيد ونكاد لا ندرس غيره. والحمدلله ان تونس قيض لها بعض الباحثين.الذين يرفضون الشجرة التي تغطي الغابة …. فاقرؤوا دراسات جامعية من مثل دراسة حسين العوري ودراسة جعفر ماجد وستكتشفون كم اننا مخطؤون عندما لا نرى غير الشابي واليوم نفعل مع محمد الصغير اولاد احمد…فقد انغرس الشابي فينا وحيدا …و لولا بعض الانطولوجيات الشعرية ومنها انطلوجبا بيت الحكمة..
اولاد احمد كان شاعرا مهما ..نعم …اما ان يكون الاكبر والاعظم والوطني الذي لا يشق له غبار فهذا الذي يقتل تونس ويضيع الوطن .
انظروا حولكم وستتأكدون من ان البلاد تزخر بالابداعات الشعرية …اقرؤوا ولا تقغوا فقط عند ما يقدمه لكم الاعلام او الاقتصار على اولءك الذبن يقدرون على المرور الى الناس عبر اعلام لا يرى الا ما يراه .
محمد الصغير اولاد احمد رحمه الله شاعر سيدي بوزيد وتونس مات وهو يعرف ان تونس تزخر بالشعر وابدا لم يكن الشجرة التي تغطي على الغابة ..وما امن بانه الوحيد. الا ان بعضنا يرغب في ان يكون ااوحيد لانه يستجيب لمواقفهم السياسية والايديولوجية..فمنذ اكتشاف مرضه والحملات لا تنتهي للتعريف بشعره واجراء الحوارات معه ..ونشر مءات المقالات عنه والبحث في نضالاته بشكل يجعله نبيا وما كان نبيا فعلاقاته معروفة ونضالاته نحفظها عن ظهر قلب….فليس لاحد ان يزايد وان يكذب ….
نعم انه ابدع قصيدا في حب الوطن لكن هناك في تونس قصاءد عميقة في حب الوطن لا نتحدث عنها لان الماكينة ارادت ان يبقى اولاد احمد هو المعارض الوحيد وهو المشاكس الاوحد بل هو الوحيد من كان محرك الثورة …….لانه ببساطة جعلهم يفهمون انه يساري وحسب ما اعرف لم يكن يوما يساريا انما له مواقف خاصة من الدين الاسلامي واااتحاه الاسلاني ثم النهضة …ولانه يستحيب لهم فان ماكينتهم اشتغلت ليكون الصوت الثوري الوحيد …..
وهذا امر لا اوافق عليه ولن اتركه يمر لقتل الاخرين .
انا على يقين ان للشاعر محمد الهادي الجزيري شعرا اكثر اهمية من عشرات القصاءد لمحمد الصغير اولاد احمد ..ومع ذلك فقد اصيب في المدة الاخيرة بجلطة في الدماغ كادت تؤدي به الى الموت…فلم يحظ بربع ما حظي به محمد الصغير اعلاميا وسياسيا …بالله عليكم ايها الاعلاميون اقرؤوا من جديد محمد الصغير اولاد احمد ..ومحد الهادي الجزيري حتى لا نذكر محمد الغزي والمنصف الوهايبي وستكتشفون عمق المظلمة التي بدانا بالتاسيس لها ..طبعا ..ان المرحوم اولاد احمد بريء من تحركات الماكينة التي لا تعرف الا مصالحها ولا يهمها اين الحق واين الحقيقة ..
اليست هذه بداية ترسيخ الظلم التاريخي الذي ان انطلق وترسخ لا احد فيما بعد بوقفه…واذا ما فعل الناس فيما بعد فان نتاءجه لن تكون فاعلة فما انغرس لا شيء يقتلعه الا الثورة ولا بد من ان تكون الثورة قوية فاعلة …لا كما حدث في تونس ..فقد قامت ثورة على نظام عمره ستون سنة واذا به يعود اقوى ..واكثر تجذرا في الفساد والظلم ..
لنتعلم ان نقول للكاذبين. لا والف لا .. حتى نساهم في ارساء الحقيقة التي طمسناها طويلا ..ومازلنا نعيش بالطمس الممنهج ونعمل على اطالة عمره ..
افيقوا انكم تقتلون الوطن …