الناس تناضل في بلدي
من أجل الخُبزة والولد
تسعى في الشارع لاهثة
خلف الملّيم بلا رشد
فتراها حينا ساهمة
وتراها حينا في كمد
وتراها أحيانا أخرى
تجثو أو تزحف في كبد
السوق يجمّعها رغبا
ويفرقها خوف الرّصد
كغبار الصمت جحافلهم
لا تعني شيئا في المدد
فالهمّة ليست أجسادا
والنّصرة ليست في العدد
يا شرع الخُبزة وا أسفي
حوّلت الناس إلى زبد
*****
جعلوك الراية والدارا
ورأوك نشيدا هدّارا
غبنوا أشواقا شامخة
ومبادئ كانت أفكارا
باعوا للخِبّ حقولهم
واستجْدوا منه الدولارا
أتجوع الحرة لكن لا
تقضي بالثدي الأوطارا
ويصلي للنذل غرير
يقتات الذلة والعارا؟
ما أسوأ أن تلقى بشرا
يحني للقفة مُختارا
أكداس من تعب يمشي
يحتضن الخبزة منهارا
صدع المتنبي من زمن
العاجز من مات جبانا
والخائف لا يبني أملا
أو يحمي يوما أوطانا
والطائر يحرس بيضته
بل يدفع عنها العدوانا
لكن "الخُبزيّ" ينادي
لا أحرس إنسا أو جانا
لا أدفع عن نفسي حتىّ
لو نزعوا مني التُّبّانا
ما دمت على أمن أمسي
وأبيت قريرا شبعانا
فأنا المتملك في بيتي
لا أعرف غيره عنوانا
مدن تتساقط لاهثة
جدران تتبع جدرانا
لم يُجْد الصمتُ شوارعها
كي تغنَم سلما وأمانا
لم ينفع أن نعبُد خبزا
أو نعبد حتى الأوثانا
لا نجرؤ أن نصهل خيلا
أو نثغو فيها خرفانا
فلماذا تغضب أمريكا
إن صحنا : يكفينا الآنا ؟
يكفينا ما نلنا ذلا ّ
وشربنا الرّهبة ألوانا
يكفينا ما عشنا زمنا
تترصّد فيه نوايانا
يكفينا تأخذنا قهرا
وتشرّد منا الفرسانا
وتُقطّع أرضا وشعوبا
وتحرّف حتى القرآنا
يكفينا يكفينا يكفي
فالظلم تعدّى الميزانا
فالوعد الساطع قد بانا
ومُحال تقدر أمريكا
أن تقتل فينا الإنسانا.