العركة في مستشفى صفاقس في ظاهرها بين "نقابة" و"سلطة إشراف" لكن في باطنها تنزاع بين "فاسدين" حول قبضان أرواح المزمّرين من هذا الشعب الزوّالي الذي أنهكه تكابش "اللوبيات" و"تسرديكهم" فوق جراحه التي نزفت وتعفّنت.
من يقف لعصابة السرّاق ويضرب على أيادي العابثين؟ من يفضح هؤلاء الأوباش من ممرّضين وأطبّاء وإداريين؟
منذ مدّة لدي قريبة أخذت والدها للمستشفى بصفاقس لديه موعد لإجراء عملية..أدخلوه غرفة العمليات ثمّ بعد ساعتين أعادوه لغرفته وقالوا لها هناك دواء مفقود من صيدلية المُستشفى. وكان تحبّ تشريه بالفلوس وإلاّ عليها أن تنتظر… وافقت المرأة على مضض وأعطوها عنوان المكان الذي تشتري منه الدواء بخمسمائة دينار…
والغريب أنّ المكتب الذي قصدته كان في مبنى المُستشفى.
هذه عينة صغيرة من الفساد المعشّش في مُستشفى صفاقس… وهو مستشفى جامعي على بعد مائتي متر فقط من كلية الطبّ بصفاقس ويقصد هذا المُستشفى مواطنين من جميع جهات صفاقس ومن سيدي بوزيد ومن قفصة وأحيانا من قابس. فإلى متى يصمت القائمون على القطاع الصحّي على هذه الجرائم؟
العايدي أكبر همّه ألاّ يُنازعه أحدا صلوحية أخذ القرار… مُشكلته أن يُعيّن من يريد ويعزل من يُريد ولا علاقة له بهموم الناس ومُعاناتهم اليومية.
السيد الوزير جاء في صفقة سياسية … هو قاري في فرانسا وعايش في فرنسا ويقبض باليورو ولا عقل له يستوعب معنى الأجر الأدنى في تونس 350 دينار أي أقل من 150 يورو ولا يفهم أنّ الناس تقطع أكثر من 300 كلم لتأتي للمُستشفى من أجل موعد قد يُؤجّل لأسبوع أو شهر)حسب مزاج الطبيب) فيضطرّ المريض ومرافقيه للبقاء في الشارع دون حول ولا قوّة.
ارحموا الناس وكفاكم "تسرديك" بالفارغ.