شاهدتُ واستمعتُ إلى وزير التربية سي ناجي جلول في تصريح تلفزي وهو يتحدّث عن " كتب مدرسية جديدة " ستكون جاهزة في مفتتح السنة الدراسية القادمة 2016/ 2017 وذلك بالنسبة للسنتين الأولى والثانية من المرحلة الابتدائية... فلم أُصدّق نفسي و ظننت أنني فقدت التركيز فأعدت الاستماع أكثر من مرة وتأكدت أن التصريح صحيح وما عليّ إلاّ أن اُقبل الواقع أو أن أشرب من ماء البحر.
ولمزيد اليقين تصفحت الوثائق الصادرة عن وزارة التربية فعثرت عن الجواب الصحيح في ما يُسمّى المخطط الاستراتيجي القطاعي التربوي 2016ـ2020 فوجدت في الصفحة 127 من النسخة الالكترونية ما يلي :
وبالتالي فان عملية تجارية واضحة جرت تحت الطاولة تم خلالها تكليف أفراد أو لجان في صيغة { مراكنة }حيث لا يوجد إعلان عن تأليف مدرسي ولا وجود لكراس شروط ولا توجد لجنة تقييم { يتم الإعلان عنها أو الإشارة إليها وتكون ذات مصداقية }حتّ يتم انجاز الوسيلة التعليمية وفق معايير سليمة تضمن تطابق الكتاب المدرسي مع مواصفات الجودة الفنية والمضمونية بما ذلك احترام فصول الدستور 1 و 2 و 6 و7 و 16 و39 .
أن أسلوب تسريب التحويرات قطرة وبصفة سرية دليل تلاعب واضح وفاضح ومكشوف بمصير المتعلمين وبمستقبل المنظومة التربوية من أطراف ايديولوجية تعتقد أن الوقت ملائم لترسيخ القيم النسبية والسلبية وفرضها على المجتمع الغافل والمستسلم معتقدين أنّهم نصّبوا أنفسهم زورا وبهتانا " مصلحين تربويين " وانبروا يوزعون الغنائم على الأتباع والأشياع والمريدين .
إن الإصلاح التربوي الذي يجري حاليا في 2016 يجري وفق نظرية " الماء الماشي للسّدرة الزيتونة أولى به " ولكن ما هو الماء وما هي السّدرة وما هي الزيتونة في الحكاية ؟
تتمثل الزيتونة في هذا الإصلاح التربوي في التيارات اليسارية الاستئصالية المعادية لهوية الشعب التونسي ولقيم الفضيلة و هي التي تم توجيه سواقي الماء نحوها لتنهل وترتوي ايديولوجيا من مياه صافية تقدّم لها دون تدخل او مشاركة من أي طرف آخر حتّى تبث " حقدها الايديولوجي " في برامج التعليم لا سيما وان من يشرف على الإصلاح التربوي وكلّ عناصر لجنة القيادة هم من الجبهة الشعبية التي لا تمثل سوى أقلية { قد هكّا .>}في المجتمع التونسي على حدّ تعبير الرئيس الباجي قائد السبسي وهي مجرّد لوبيات استئصاليه معادية للحرية والمدنية والديمقراطية وحقوق الإنسان .
أمّا السّدرة فهي أحزاب الائتلاف الحاكم الذي يمثّل أغلبية الشعب التّونسي وأحزاب النّهضة والنداء خصوصا و… كذلك الجمعيات التربوية ذات الجذور العريقة المرتبطة بقيم الأصالة والحداثة معا …والتي يرى الإصلاح التربوي 2016 أنّها " سدرة " يجب قطع الماء عنها ليذهب الماء إلى زيتونته المتمثلة في التيارات الاستئصالين .
ان المجتمع التّونسي بقواه الحية وبمنظمات المجتمع المدني سيتصدّى لهذه الأساليب البدائية الخالية من أي روح ديمقراطية والمفتقرة الى التشاركية وسيدعو إلى ندوة وطنية يوم 7 ماي 2016 بنزل أفريكا على الساعة 9.30 لتقديم مشروع قانون " المجلس الأعلى للتربية " والدعوة عامة والندوة مفتوحة للجميع
إسماعيل بوسروال :
*عضو التنسيقية العامة للائتلاف المدني لإصلاح المنظومة التربوية
*عضو الهيئة العلمية لشبكة التربية والتكوين والبحث العلمي ريفورس