وأني سأل الجماعة اياها تلك التي تكره النهضة وبالتبعية تكره الاسلام من خلال ما تروجه ضد النهضة …..فكل ما اطلعت عليه من الأدبيات السياسية والفكرية ضد النهضة هو بنسبة عالية ضد الاسلام لأن الكره يعمي الأبصار والحقد قاتل للمشاعر والأفكار ….. ميّزوا بين الاسلام والنهضة والا فانكم في الجهل تعمهون وفي الحقد تسبحون ثم هيا نبحث جديا في الموضوع ..
اعطوني قرارا رسميا واحدا اتخذته النهضة لفائدة الاسلام وهي في الحكم والآن وهي صاحبة الأغلبية في البرمان … ستقولون ألم يقل فلان وألم يقل فلتان وستتحجّجون ببعض ما قيل في المجلس التأسيسي تحت قبة البرلمان ..فأردّ بسرعة ….هذه ليست حجج فالحريات تسمح للجميع بأن يقولوا ما يريدون وحتى في البرلمان من حق جميع الأعضاء أن يعبروا عن آرائهم كما يشتهون لكن القرار النهائي هو للأغلبية ولا معنى للرأي المعبر عنه الا اذا مر الى التصويت ونال الحظوة ..
ولذا لا تخافوا من البرلمان فلن يحكم تونس منذ الثورة ومستقبلا حزب واحد أو رأي واحد و توجّه واحد ولن تكون تونس محكومة الا بالتوافق وبالأغلبية أي أن كل الأحزاب من حقها التواجد ومن حقها الحياة والمشاركة في الحكم اذا وجدت من يؤيدها وينتخب منها أعضاء في البرلمان .. وحتى لو تمكنت النهضة من الحصول على الأغلبية في البرمان فلن تكون قادرة على تمرير كل ما تريد ان رادت احداث تغيير لأن هناك مؤسسات دستورية وهناك محكمة دستورية وهناك هيئات أخرى يمكن الالتجاء اليها وعرض القوانين الجديدة التي لن تحصل على رخصة المرور النهائي الا بعد استشارة المجلس الدستوري الذي ينظر في دستورية القوانين …..
ولذا فانّ كل الذين يحملون مرض النهضة في أعماقهم أن يتعالجوا من الآن والا فانهم سيموتون قهرا وغبنا لأن الذين ينظمون الحملات ضد النهضة ولهم ماكينات قوية لترويج فكرهم انما هم الآن أصدقاء النهضة وهم يتقاسمون الحكم والسلطة وحتى الكعكة كما كان يقال في بداية الثورة ….
تأكدوا أنكم يا أيها الذين تكرهون النهضة أنكم خاسرون لأن الذين رموكم في أتون الكره والحقد هم الآن سرا وعلنا يشتغلون مع النهضة وهم متفقون معها في كل شيئ ..وهم يعولون عليكم لتبقوا على جهلكم لتكونوا بعيدين عن المشاركة الحقيقية الواعية في السياسة والنضال الاجتماعي والسياسي .. وأسأل مرة أخرى أعطوني قرارا واحدا اتخذته النهضة لفائدة الاسلام …..
لن تجدوا قرارا واحدا .. لا تقولوا بأن النضال ضدها هوالذي منعها من اتخاذ القرارات لفائدة الاسلام ….لأن ذلك غير صحيح فالمعطيات الوطنية والدولية تمنع وحدها أي توجه ايديولوجي من الاسلام السياسي ان يطغى في تونس ..فليس حمة الهمامي ولا الرحوي ولا محسن مرزوق من منع النهضة من ارستء نظام اسلامي و شبه اسلامي انما النهضة لا تحمل في صلبها الا السياسة ولا تروج الا سياسة ولا تفبرك الا سياسة ولا فرق تماما بين النهضة واي حزب سياسي في تونس الى حد الان……
هل تعلمون أن الاسلاميين قبل أن يطلقوا على نفسهم اسم النهضة وقّعوا على الميثاق الوطني الذي اقترحه زين العابدين بن علي في الذكرى الثانية للسابع من نوفمبر 1989 وهذا الميثاق ينص على أن الموقعين يعتبرين أن مجلة الأحوال الشخصية من المكاسب الوطنية التي لا بد من رعايتها وتنميتها …والمحافظة عليها ويؤكدون أن تاريخ تونس لا يبدأ من الفتح الاسلامي ودخول العرب الي تونس بل ان تاريخنا يبدأ من العهود البربرية الأولى بل يعود حتى الى الحقبة القفصية قبل 10 آلاف سنة ….. والموقع على هذا الميثاق مايزال حيا يرزق وهو الاستاذ البحيري …… ثم نشهد أن أعداء النهضة يقولون بأن النهضاويين جاؤوا لفرض تعدّد النساء وفرض تاريخا واحدا هو الذي يبد من الفتح الاسلامي…. كذب وافتراء ….. قد يكون هناك في النهضة اسلاميون متشددون …نعم هذا موجود ….وتاريخ النهضة القديم اي الذي يعود الى فترة بورقيبة وخاصة محمد مزالي هو الذي شجع المتشددون في الاسلام الى الالتحاق بالحزب الذي تقدم الى الناس باعتباره يدافع عن الاسلام فاتخذوا صفة الاسلاميين وهم لا يعرفون الا القليل من الاسلام والفقه الاسلامي والتاريخ الاسلامي والقليل منهم من كان يحفظ القرآن حفظا جيدا ……
وهذا يحدث في كل الأحزاب التونسية باستثناء الأحزاب الشيوعية او الاشتراكية المستندة الى الماركسية ….. في التجمع كان هناك اسلاميون غير معلنين الا أن ما يعبرون عنه هو فكر اسلامي وفي التجمع أيضا مناضلون متمسكون باسلامهم وكانوا متميزين وعملوا على الدفاع عن الاسلام والتصدي للعلمانيين ومنع الكثير من القرارات التي يشتم منها الحقد على الاسلام …هناك شيوخ كبار من أهل الزيتونة والأزهر لعبوا دورا كبيرا في التوازن في البرلمان أي مجلس الأمة وفي الحزب الاشتراكي الدستوري رغم أن بورقيبة كان علمانيا الا أنه حاول بعد 1958 أن لا يصدم التونسيين من جديد كما فعل في بداية الاستقلال الى درجة أن كانت تونس مهيأة لثورة شعبية ضد بورقيبة الذي أساء الأدب في حديثه عن الرسول محمد صلعم …..
ولا ننسى مواقفه الأولى من رمضان …ثم حدث الكثير من التراجعات في مواقفه ولم يعد يتهجم لا على الاسلام ولا على المسلمين بل حتى قرار بورقيبة رئيسا مدى الحياة اتخذ في القيروان وبالتحديد في جامع عقبة ابن نافع …. أما الرئيس بن علي المعروف باستبداده وفساده و تقوية عائلة الطرابلسية الأبالسة ليجعل منها سنده السياسي فطغت في البلاد فانه اتخذ قرار اذاعة الآذان في اوقاتها عبر الاثير والتلفزيون وبعث الجامعة الزيتونية وفتح الزيتونة أمام الجميع لتدريس الدين وتحفيظ القرآن الكريم خلافا لأنصاره اليوم وهم يناضلون ضد تحفيظ القرآن الكريم …
كما أن بن علي بعث بنك الزيتونة الاسلام واذاعة الزيتونة للقرآن الكريم كما أسس جائزة عالمية للدراسات الاسلامية …. وطبعا فعل ذلك لسحب البساط من تحت أقدام الاسلاميين والمتطرفين منهم خاصة وكان ايضا يريد بذلك اقناع الناس بانه يختلف عن بورقيبة العلماني …..
بالله عليكم هل أن النهضة اتخذت قرارا واحدا ووحيدا لفائدة الاسلام كما فعل بن علي …فمن يمكن أن يكون اسلاميا هو ام النهضة في الحكم …. لذا اعتبروا يا اولي الالباب ولا تحاربوا طواحين الهواء مثل دونكيشوت … وسؤالي الأخير هو … هل ان الشيخ مورو الذي ظهر في برنامج لمن يجرؤ فقط للمرة الألف هو اسلامي هل في كلامه ما يجعل الناس يخافون من الاسلام …. ثم ها ان الكثير من التونسيين يرفضون تلفزة سامي الفهري واثاروا الحملات ضدها وأنا منهم فهل خاف مورو من هذه الحملات انه ما ان دعته القناة حتى أسرع اليها وكاد يرقص في البرنامج …..
بالله عليكم ما الذي في كلام مورو من الاسلام المتشدد والنهضاوي كما يروج عبر الماكينة الدعائية …..
النهضة حزب سياسي والإسلام فيه لا يختلف عن الاسلام في الأحزاب الاخرى ربما النهضة اذا تميزت بشيئ هو الدفاع عن الحرية الدينية اي حرية ممارسة الاسلام وفرائضه في حين أن المواطنين عانوا طويلا من الكبت في هذا المجال يكفي أن نعرف أن المواطن الذي كان يخرج للصلاة فجرا من بيته يتم تسجيله خطر مثله مثل كل المجرمين …. نعم ان النهضة دافعت عن الحرية في ممارسة الاسلام ..والمسلم لم يعد خائفا تماما عن حياته وحريته منذ بداية الثورة وهذا لم تات به النهضة انما الثورة …..