إصلاح التربية: ......... الإدارة السلبية

Photo

سوء الاختيار ..

جرى العرف في تسيير المدارس الابتدائيّة و الإعدادية و المعاهد الثانوية على اختيار مسؤول في خطّة مكلف بعمل إداري أو مدير. هذا الشّخص الّذي اختارته عناية الانتماء السياسي أو النقابي يجد نفسه في مواجهة علنية مع أسرة تربوية غفيرة العدد كثيرة الاتساع. و يتلقّف الحرز الأزلي: "دبّر راسك، المهمّ أنقص من المشاكل و الطلبات ستبقى إلى أن تتقاعد".

بداية المشوار

يجد صاحب الخطّة الإدارية نفسه في محفل الكلّ فيه مظلوم، و هو الّذي سيعطي الحقوق لأصحابها المتقاعسين و المجتهدين، و سيتغاضى عن المتسرّبين و الفاصعين و المزاولين لأشغال ثانوية، فيتقرّب منه البعيد العنيد، و يتزلّف إليه الماكر الكركار، و يساومه السّليط الجبّأر.

اضرب القطوسة

يحتار صاحبنا في أي خطّة تكتيكية سينفذّها، فهو إن هاجم سيتألب ضده العدو و الصّديق، و سترفع في وجهه "ديقاج". و سيجد أنّ أتباع الحقّ كثيرون، ولكنهم صامتون، ولا تتعالى رؤوسهم دفاعا عن حقّ بائن. و أمّا أصحاب سلاطة اللسان و الإقذاع بالمنكر فلا يتورّعون عن تشنيع أي قرار يهدّد مصالحهم الذّاتية. و حتّى إن جرّب " اضرب القطوسة" فإنّ أوراقه ستحال مباشرة إلى عناية الشّغور العاجل في المركز.

أخطا راسي…

يختار هؤلاء المسيرون هذا الأسلوب في التسيير الإداري عن طواعية، فهو يتماشى مع طبيعتهم السّاكنة، وهم يعلمون أنّ لا خير يرجى من التفكير في تحريك الجوامد، فلقد اكتسب كلّ طرف مقاومة علنية للمساس بأي مصلحة تعود بالنفع عليه، فالأفضل هو ترك الحال كما كان. فالكركار لن تنفع معه لا الاستجوابات و لا قرارات التوبيخ و لا النوازل في المجالس التّأديبية، فهو سيجمع كمشة ممن خفّت موازين عقله و كثرت عصبيته ليجعل المسؤول متحاملا عليه و شامتا فيه.

الازدواجية

يرتمي المدير الجديد في أحضان المملكة المدرسية وحيدا ومعه الصّبر، فهو سيؤدّي دورا لم يعرف من أقواله إلاّ: ستكون صوت الإدارة في الخفاء، و بوق النقابة في العلن. و رأت العين المجرّدة مديرين يصطفون في أروقة الإضرابات في الصّباح، و يكتبون التقارير في المضربين مساء. هذه الإزدواجية خنقت العمل التسييري، و أضحت المشاكل المعرفية و التعليمية و العلائقية و المالية آخر همّ يمكن التفكير فيه. المهمّ أن يأتي المتعلّمون و يعودون دون ضرر واضح.

منسّق الفريق

تعطي الأنظمة التربوية التي حقّقت نتائج باهرة أولوية مطلقة عند اختيار منسّق إداري، فهي خطّة تجعل العمل في بيئة تعليمية تعلميّة أمرا تشاركيا، فالقرارات المصيرية تقع مناقشتها و المشاكل يقع البحث لها عن حلول دون لوم أو تقريع أو تقزيم لأي طرف من العامل البسيط إلى المدرّس الجهبذ. تلك الحلقات البشرية تتقاطع لخدمة متعلّم سيكون له قرار في يوم ما في وطنه. وتقع مقاومة التّهرب الوظيفي و التمرّد الشّغلي و البزنسة التجارية و التجاوزات الأخلاقية في جوّ من الصّراحة و كشف الحقائق.

خطّة بأهداف

يمكن أن يقع تغيير الأسلوب الهزيل في اختيار المسيرين للشأن التربوي و الإلقاء بهم في غياهب الضياع الإداري بتعويضه بوثيقة تتضمّن التزاما بأخلاقيات المهنة و قدرته على ضبط أهداف للمدرسة يقدر بها على تحقيق نتائج ملموسة في مواظبة المدرّسين و المتعلّمين و العملة و تحقيق نتائج معاينة تكشف عن جهد يبذله. وعند عجزه عن تحقيق ما تعهّد به يستقيل غير ملوم عليه. دون ذلك فسيبقى التسيير في المدارس و المعاهد حراسة زجرية ناعمة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات