الصراع حول "صفاقس كعكة وزارة العرابنية"

اليوم كنت أستمع إلى وزيرة الثقافة (على موجات شمس فم على ما أظنّ) تتحدّث عن الجدل الحاصل حول صفاقس عاصمة الثقافة العربية ... قالت أنّ المُشكل أنّ القسط الأكبر من الميزانية كان من نصيب الفنّانين والمُبدعين "الصفاقسية" والمُجتمع المدني في صفاقس كان له نصيب الأسد في القرار والبرمجة…
بصراحة يصحّ أن نقول !!! "Sois belle et tais-toi".

معركة كبيرة في صفاقس حول هوية الجهة وتاريخها وعلاقتها بالثقافة العربية الإسلامية والسيدة الوزيرة تتحدّث على "فنّانين" و"مُبدعين" وفرقة سيدي منصور وصوفية صادق وزياد غرسة... وماشي في بالها أنّها حلّت المشكلة بتعيين المنصف ذويب مديرا فنيا لتظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية وتحويل مخازن الحبوب المتروكة إلى فضاءات ثقافية…

الأموال المرصودة للتظاهرة يُمكن إستثمارها في ترميم المعالم االتاريخية والمواقع الأثرية… أمّا ديوان الحبوب لا علاقة له بالثقافة ولا بالتاريخ…

بعض الأطراف الأخرى تُصرّ على ترميم الكنيسة والمعبد لاستغلالها أيام التظاهرة للعروض الفنية… بنفس العقل لما لا يقع ترميم زاوية سيدي منصور وسيدي عقارب وسيدي بوعكزين؟

الصراع ليس حول مقام الناهوند ولا مقام البياتي ولا حول الرقص الكلاسيكي ولا الفزّاني المرتاح إنّه صراع حول هوية الجهة وحول مُستقبل العلاقات ببلدان البحر الأبيض المُتوسّط واستتباعاته على مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني.

هذا طبعا إلى جانب الصراع حول "صفاقس كعكة وزارة العرابنية". وكلّ طرف يحب يهبر على حساب "الثقافة".