في حياتي و كما كثرة أظنها أغلبية من الشعب التونسي ، أراوح بين التدين " اللايت" و التسيّب مع بعض المعاصي .. حفظت منذ نعومة أظفاري أن الله عنوان التسامح .. و ربما تناسيت أنه شديد العقاب !
تعاملت مع كل أصناف التديّن و الإلحاد و عايشتها عن قرب بشرط إحترام خيارتي كما أقبل خيارات الآخرين في شخصهم !
تسامحي فيه حدود لم أستطع لها تجاوزا .. و أهمها إزاء من يستهدف التأثير على أبنائي و شعبي أو جرّهم إلى هذا التطرّف أو مثيله في ضفّة مقابلة ..
و أكثر من أدين في هذا المجال إعلامنا .. الذي إستغل حرّية منحتها له الظروف الثورية ليتغوّل و يوجّه إلى "وجهة واحدة " .. هي نفسها ! .. يا للصدفة ! .. عند كل القنوات وريثة العهد السابق ! و طبعا بنفس الوجوه ..
نفس التوجهات تلميحا و تصريحا و حربا على من خالفها ، سياسيا ، إجتماعيا ، أخلاقيا ، فنّيا .. ...!
و عملهم ، بغضّ النظر عن دقة التنسيق و التوقيع و "التطريق المبرّح" لخلق الرأي الواحد و توجيهه .. يعتمد تقنيات و دروس و دراسات في غاية الإحترافية " في ميدان "توجيه الرأي العام " مما يفترض في خاطري معلّما و موجها واحدا يسيّرهم و يستهدفنا و وعينا كما يعرك الطفل صلصاله لخلق شكل !
أن يستفيق عموم الشعب و جزء منه .. أن يطوّر نوعا من النقد و المقاومة ..فهذا محمود و مطلوب .. و إن راحت قناة أو أشخاص لذلك ضحيّة فهذا أفضل من تدجين شعب و قولبته و إستعماره و إستحماره !
و حملة المقاطعة الأخيرة لقناة تلفزية كانت بسبب القشّة التي قصمت ظهر شعبنا الذي ظنّه إعلاميونا بعيرا !!
و أرى فيها إستفاقة .. و هبّة وعي .. و إنتفاضة هي تماثل للشفاء .. و مستعد في سبيلها تحمّل وصفي بإخوانجي .. أو داعشي أو ستاليني وحتى بلبوطي !!