ثماني و ستون عاما من الخيبة

Photo

في الذّكري الثامنة و الستّين من نكبة 48، لا أجد ما أقول..رغم أني قد جئت إلى هذا العالم فوُرّثت فور ولادتي هذا العار إلّا أن الأمر مازال أشبه بالصّدمة التّي يعجز بعدها اللّسان عن الكلام.. هي صدمة متكرّرة لها نفس الوقع أو ربّما أشدّ كلّما فكّرت فيها.. هي كابوس يلاحقني منذ طفولتي و يذكّرني في كلّ مرّة بالعجز و الخزي.. هي ما ورثناه عن ابائنا: حُلم بتغيير حاضر سئمناه، و ما يجعل الحُلم عارا هو أنّني أنوي توريثه لأبنائي..

في الذكرى الثامنة و الستّين من نكبة 48، سئمت شعارات قد حملناها و كلاما قد سمعته فقلت مثله و أملا كاذبا قد صنعته.. سئمت صمتا قد أصمّ سمعي.. سئمت خيبتي و محاولاتي الفاشلة على الإعتياد على هذا الوضع الذّي يأبى التغيّر بل و يزداد سوءا..

في هذه الذّكرى، إخترت أن أقرّ بأنها ليست نكبة واحدة.. و لا عارا واحدا.. هي نكبات متتالية و نكبات قادمة.. هي نكبة الصّمت و نكبة الحديث عن الذّكرى.. هي هزيمة ليست امام الكيان الصّهيوني و لا هزيمة الشعب الفلسطيني.. هي هزيمتنا نحن أمام أنفسنا، هي فشلنا نحن، كشعوب عربيّة في التّغيير، هي هذه الصّورة التّي يحملها عنّا كل طفل فلسطيني فقد أبويه و كلّ أم دفنت إبنها..

في هذا اليوم، أعزّي نفسي وأعزّيكم جميعا في ضمائرنا.. و أهنّؤكم بمرور عام آخر من الخيبة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات