أصل التّسميّة: الكتاب الأبيض
قرأت وثيقة ما يسمّى" الكتاب الأبيض"، هي عنوان لورقة توجيهية لإصلاح التربية. و قد يجد الباحث التعليمي عناء في الرّبط بين أصل التسميّة السّياسي، و مشروع إصلاح تربوي جديد من المفترض أن يقلّل من هامش تسييس التربية ويعلي قدر التفكير التعليمي التعلمي و الأجرأة و التقييم و خلق بيئة تعليمية يتساوى فيها أبناء الوطن الواحد و يتنافسون لإعلاء رايته . فماهي العلاقة بين السّياسي و التربوي؟ وهل ما زال السّياسي يتصوّر أنّ بناء الفعل التربوي و تفعيله و تقييمه يجب أن يخضع للإملاءات الحزبية الضّيقة؟ وهل ديباجة السيّاسي ضرورية في مقدّمة الكتاب؟
هذا على الحساب…..
و أنت تتصفّح ورقات الكتاب، وعددها 168، تتساءل : هل هذه الورقات أو الشّذرات بكافية لإحداث الغاية المنشودة التي وضعها المقرّرون الّذين لم يكشف عنهم الكتاب، وظلوا يتمتّعون بميزة الخفاء، في صفحة: "من أجل مدرسة تونسية منصفة عالية الأداء تبني المواطن وترتقي بالوطن".
ولكن: كيف سنصل إلى الإنصاف، ولم نظفر عند القراءة بموقع متميّز للمضامين المعرفية، وعلاقتها بالمتعلّمين في تعلّمهم و تكوينهم وبناء مستقبلهم المعرفي و الوجداني و المهاري و المهني؟
ولم نجد تشخيصا دقيقا لكيفيات البحث عنها و تطويعها و وضعها في شبكات تضمن التكامل و الاستمرار و التعديل؟
كيف تكون عالية الأداء و القارئ ّلم يعثر على معايير اختيار المتصوّرين للمناهج ؟ وهم أصل الدّاء أو ترياق الشّفاء، هؤلاء الّذين لم يقدر أي باحث على الوصول إلى صفاتهم و كيفية تعيينهم ومؤهّلاتهم العلمية و التعليمية و التعلّمية. والملاحظة العامة بعد قراءة الكتاب المذكور يفهم أنّ من كتب حروفه له مدّة طويلة لم يمسك الطّباشير ولايهزّه إلاّ الحنين إلى المدرسة و المتعلّمينّ.
فصول الكتاب
قسّم أصحاب الكتاب مضامينه إلى أربعة فصول، فوقع تنزيله في إطار سياسي محلّي و دولي و سندات مرجعيّة، و اختاروا له عنوان "سياقات الإصلاح و مرحعياته"، و امتدّ على 43صفحة. و اختصّ الجانب الاستشرافي بعنوان" التّحديّات و الرّهانات، و انتظم في 32 صفحة. و كانت للمجال التنظيري مهمّة رسم " التوجّهات الاستراتيجية للإصلاح" و امتدّ على 24 صفحة. ونال نصيب الأسد معضلة البرامج السّابقة وهي " برامج الإصلاح و مشاريعه" و انتظم في 54صفحة. و لم تأخذ" الكلفة المالية التقديرية لإصلاح المنظومة التربوية إلا صفحتين يتيمتين02.
للمقارنة
أصدر المغرب كتابه الأبيض، وكانت أهمّ شواغله تقليص دور تدخّل السّياسي، و الحرص على إيلاء مسألة الأجرأة أهميّة قصوى، فالنظّرية خلفية مهمّة، ولكن للواقع التعليمي إكراهات تفرض التعديل المستمرّ وانبنت فصول الكتاب كالتالي:
• الجزء الأول : الاختيارات والتوجهات التربوية
• الجزء الثاني : المناهج التربوية في التعليم الابتدائي
• الجزء الثالث : المناهج التربوية للسلك الإعدادي
• الجزء الرابع : المناهج التربوية لقطب التعليم الأصيل
•الجزء الخامس : المناهج التربوية لقطب الآداب والإنسانيات
• الجزء السادس : المناهج التربوية لقطب الفنون
• الجزء السابع : المناهج التربوية لقطب العلوم
• الجزء الثامن : المناهج التربوية لقطب التكنولوجيات