حركة النهضة : بين المبدئية والبراغماتية

Photo

الخلاصة أنّ الثورة المُباركة فتحت أمامنا نوافذ وأبواب وحوّلت حياتنا من مُربّعات بدون زوايا إلى دوائر ومُكعّبات بأبعاد مُتعدّدة... انتقلنا من مرحلة السمع والطاعة إلى مرحلة حرية التعبير.

ما حدث في مؤتمر حركة النهضة، بغضّ النظر عن موقفنا من المُخرجات ومن الحراك الذي شهدته مؤسّسات الحركة، قدّم للمواطن العادي فكرة عن طرائق إدارة الأحزاب لشأنها الداخلي. كشف الوجوه ونزع صفة المُقدّس عن الزعماء والقادة.

مؤتمر حركة النهضة رفع الستار عن حقل كان الصراع بداخله غير مكشوف للمُتابع العادي، تعرّفنا عن مُختلف الفاعلين وعن الرهانات والأدوار... لامسنا عن قُرب كيف تُدار المعارك داخل الأحزاب الكُبرى وكيف يعمل كلّ فاعل على أن يكون في مركز صناعة القرار أو قريبا منه. عاينا كيف تُصنع المشروعية وكيف يكتسب الفاعل صفة "زعيم" أو "مُتكلّم" وكيف ينتقل الفاعل من الهامش إلى المركز ومن المركز إلى الهامش.

الصراع بين الفاعلين القدامى والفاعلين الجدد وبين مشروعية السجن ومشروعية المهجر وبين سلطة المال وسلطة التنظيم وبين المبدئية والبراغماتية وبين قيم الإسلام في بعدها الانساني والحضاري وقيم "الديمقراطية" في بعدها السياسوي…

شكرا لحركة النهضة التي جعلت من مؤتمرها مسرحا مفتوحا لشعب تعوّد على استراق السمع والوقوف خلف الستار... وعلى هذا الشعب أن يستفيد من فصول المشهد ويُدقّق النظر في المعاني والدلالات ويبتعد عن التفاعلات الوجدانية وأن يستوعب الدرس لأنّ تونس تنتظرها امتحانات واختبارات كبيرة.

لسنا مُضطرّين على أن نكون مع أوضدّ هذا الطرف أو ذاك أو التصفيق لهذا على حساب ذاك... لكن نُصفّق لكلّ من أدار معركته بأياد نظيفة ونعبّر عن إعجابنا لكلّ صاحب قضية حقيقية ولكلّ من ارتقى بمعركته إلى المُستوى اللاّئق بحركة قدّمت مئات الشهداء وآلاف المصهودين والمُترمّدين... نصفّق لكلّ واحد احترم ماضيه ولم يتنكّر لتاريخه ودافع على مشروع مُستقبلي انطلاقا من مُراجعات حقيقية وتقييمات واقعية فرضتها سياقات الثورة التونسية.

• نحترم كلّ من تجنّب استحمار الناس وايهامهم بأنه على حقيقة والآخرين على ضلال....

• نُصفّق لكلّ واحد لم يُمارس الانتهازية ولم يدس على طرف الآخر ليصعد أو يُصعّد...

• نُصفّق لكلّ من اختار إراديا أن يتحوّل من "إسلامي" إلى "مُسلم ديمقراطي" عن وعي وبمسئولية…

أمّا البقية فأولئك هم الزبد لا يَصلحون ويُصلحون ولا ينفعون الناس... يذهبون جفاء
تلك سنّة الله في خلقه…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات