إنــــــــــي بعيدا قد رميت حبالي *** فهي المراســـي مثبتـات جلالي
فوق الرمال البيض عند مرابعي *** إني هنـــــــــاك قد تركت رحالي
وشربت من مــاء الرباط مراره *** وطرحت في سور الرباط سؤالي
ونزعت من بحر المحيط أجاجه *** وأججت من عالي الجبال سعالي
فالشرق صدري والجنوب مفاصلي *** والغرب ظهري والشمال شمالي
لي أحرف في الضاد قُدَّ نسيجها *** من عمق ذاتي والمعـاني ظلالي
أدعو إليَّ بالبنــــــــــــان بعيدها *** فالعرش عندي والخيــول خيالي
والهدهد المرجوف صاح لسانه *** ها قدْ أتـــــــــاكم بالكتاب حيالي
لا أستسيــــغ الجن حين تؤزني *** أو ينفث العفريــــــت منه خلالي
إنّــــــــي أقول لو أردت مقـالتي *** بالمعصرات كي يزيــــــد جمالي
أطفو إلى المعني أنيخ عنـــــانه *** عندي عليـــــــــه سطوة بدلالي
انضو حروفي من كنانة معجمي *** فالنّصّ سبكي والقريــض مقالي
أحنو إذا غــــاب الرؤوم لظبية *** فالقول قــــولي والحـــلال حلالي
أشدو إذا طــــار الفؤاد لصحبة *** فالقول قـــولي والحلاَ لِحـــلالي
أعلو لسحر السَّـــــاحرين كأنهم *** ألْقـوا لقولــي والحلالُ حلالي
أبدو طروبا عند كل خميـــــــــلة *** فالقول قولـي والحلال حلا لــي
أحنو على تربـــــي وأطلب وده *** فاللّفظ أهلـــــي والحروف عيالي
ما عدت أقفو العــــــامرية طالبا *** منها وصــالا فالجميــــع وصالي
أنا لو مدحت المالكين تجرجرت *** خلفـــي الرؤوس تستدر غلالي
تأتـــــي إليهم لو أردتُ نواضح *** تُعمي عيونا أو تُنيــــــر ليــــالي
تُدمِي قلـــوبا لو عزفت صهيلها *** كم شُقّ خدْرٌ لو تركت عُقـــــالي
أرخي جمـــاحي كي أهيم بثورة *** وأزيد طولا كي نكــــــون عوالي
إني أناجــي والبلاد حبيـــــــبتي *** كم أهملوها بالدَّيــــــاجي رجالي
أخشـــى عليها لو تفرَّق شملهم *** أن يلتقيهــــا في الدُّروب ضَلاَلي
كنَّا برئْنا منْ مصـــــابِ حضارة *** مازال منَّا من يــــــــــدير دوالي
لا تغسلوا جُرْبًا بورد ميـــاهكم *** ما الضَّحل منْ ماء الرَّدى بزلال