• العشق يفرض الحدود على الموجود ... لذلك هو يليق بالمخلوق من المخلوق و لا يقدر على صاحب المطلق و لا يفي ... و ما ينبغي أن يكون فهو الأوّل و الآخر و الظّاهر و الباطن ذو الجلال و الإكرام المنزّه من كلّ الأحوال خالق الجمال الكمال العزيز المتعال له الأسماء الحسنى
• أمّا الحبّ فهو طليق الجناح تسمو به الرّوح و ترتفع إلى الرّفيق الأعلى ليلبسه من رحمته و ودّه و سعته ما يتماهي مع أسماءه الحسنى ... و يجعله يليق به و بعزّته الّتي أشرك بها خلقه ... فكانت العزّة للّه و لرسوله و للمؤمنين ... و المحبّة في الله بيت القاصدين و بغية عباد الله المخلصين …
• الواقع هو خلاصة القضاء و القدر ...
لذلك هو يسكن اللّحظة ليكون الفاصل بينهما و الواصل ...
فتتجلّى مشيئة الله في إرادة الإنسان النّافذة …
• ما من أرى في عينيها نور الله ... أغيثيني بشعاع ...
سيكفيني زادا للسّفر ... فإنّي ذاهب لفتح الأندلس …
هناك حيث إلتقينا و أفترقنا بحثا عن التّاريخ …
إنّي أنتظر منذ ذلك الزّمان أملا في الرّجوع …
لمكان فيه مخبأ النسيان علّنا نعود بالذّاكرة …
• حيران ... أواجه اليأس ...
أصبحت في حالة توحّش …
و قد توغّل فيّا البؤس ...
يأكل من فؤادي …
كفأر يقضم قطعة جبن …
في باطني نزيف …
و الأرض عطشى …
و العقول جياع …
يتٱكلون …
في إنتظار الرّغيف …
• "أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرّتين"...
الإسلام دعى النّاس شعوبا و قبائل ... أن يدخلوا في السّلم كافّة ... و حارب من أجل ذلك الطّغاة و الباغين ...
بهذا الخطاب بعث الرّسول الكريم إلى الملوك المستبدّين المستعبدين يطالبهم بكفّ أيديهم عن الرّعايا المستعبدين ...
و بهكذا معنى نادى بالجهاد في سبيل الله من أجل تحرير إرادة البشر و محاربة الظّلم و الطّغيان و أستبداد الشّرّ …
و لم يكن الإسلام يوما فَرْضُ المعتقد و لا إكراه النّاس على دين الله ... و لكن حقّ البلاغ و التّبليغ في تبيان الرّشد من الغيّ …
• حبيبتي …
إمرأة بكلّ النّساء …
لها كلّ الجمال من أسماءهنّ …
و أنوار الرّحمة و البهاء …
سمعتها في الصّدى …
فأخذت منّي المدى …
و أستبدلت بالسّلام الهلاك ...
لها منّي منايا و الهوى …
و من الحبّ أجنحة الملاك …
زرعها ثابت في الأرض …
يؤتي أكله كلّ حين …
و يجمع حوله الأحبّاء …
و ريحها في السّماء …
ينادي للصّلاة و الفلاح …
تسمعه روحي فينعشها …
و تفيض بالشّكر و الثّناء ...
للخالق البديع العظيم العطاء …
و لعيوني تبوح بالسّرّ المباح ..
• لأنّ قوّة الفكر يتبعها العزم و العزم يفتح أبواب الإنجاز حتّى و إن كان لأصحاب الباطل ... فإنّنا نرى اليوم أعداء الحقّ شديدي الأركان يبغون في الأرض بكلّ سلطان …
• و نرى أصحاب الحقّ لأنّهم تواكلوا و تقاعسوا و لم يستجيبوا لنداء الكدح و الجهاد كيف كان مٱلهم الإستعباد ... لأنّ هذا شأن الحياة الدّنيا ينال أمرها من سعى إليها سعيها و لو على زبد ... زبد يذهب جفاء و لو بعد حين ليبقى الحقّ غالب في النّهاية ماكث في الأرض لينفع النّاس كلّما وعوا و عملوا …
• فهمت جيّدا و أدركت الآن مغزى تركيز القرٱن الكريم على سيرة بني إسرائيل لأنّها صورة من دوران الزّمان و عودة التّاريخ بدون تكرار تماما كما تفعل الأرض بمحتواها لا خلق يدخلها جديد تصيغ محتواها لتتجدّد بما لديها من قديم فتصبح في كلّ يوم بأمر و شأن جديد ... و كذلك نحن خرجنا من خير أمّة أخرجت للنّاس لنعيد لبني إسرائيل حضورهم الجديد ... و يأتي الله من أصلابنا جميعا بقوم يحبّهم و يحبونه ليكنسوا بأخلاقهم بقايا الجحود ... كان وعدا لا يحيد ... من لدن الجبّار الودود ... الفعّال لما يريد …
• الصحوات الإسلاميّة لم تكن سوى تهيّؤات نفسيّة و أستشرافات على شفى السّياسة و الحكم بمنظور الهوّة و قبول النّزول فيها ، لكي لا أقول السّقوط ، لذلك كان مصيرها الفشل و الهوان و ما يزال هذا شأنها ما لم تصحّح وجهتها إلى مفهوم الإسلام كدين يبني الإنسان و يعلّمه صنع الحضارة و ليس كعقيدة مخضرمة مخترقة و كشريعة يحكمها الكهنوت المقدّس بالجهل المركّب و الشّرك المبين …