الماكينة الخفية او الكاميرا الخفية.. .

Photo

كنت نشرت مقالا زمن المنصف المرزوقي اكدت فيه على انهيارات تظهر في الاعلام وفي الثقافة بهدف اعادة النظام المنهار الى الحكم.

ستعرفون اني لا اعود الى هذا الموضوع لإبراز الرئيس السابق الذي انهى مهمته وانتهى الامر وربما انتهى امره.

انما انشره لان الوضع لم يتغير مع الباجي قايد السبسي الذي لا اسانده إلا اني لم اعد انتقده كما كنت من قبل لاني اردت ان اقول من خلال ذلك..ها ان رجلكم الذي جئتم به غير قادر ان يكون افضل من الذي قبله...

للأسف الشديد نحن...ونحن هذه تعود الى اعلامنا ومثقفينا ونخبتنا لا نناقش القضايا الحيوية والحقيقية ولا نعرف اين الخلل في المسار الديمقراطي...... ونعمل عن طريق ماكينة فضيعة على ان ننسى هذا المسار ونبحث ان كان بن علي رئيسا جيدا ام لا...والتأكيد على انه كان رجل انجازات... ورجل قوة ونفوذ..ونأتي بالمثقفين والأدباء والسياسيين البحث في هذا الموضوع عبر كاميرا كاشي...والله لا علاقة لها بالكاميرت الخفية ..انما هي كاميرا الكاشي..اي ان الذين يمرون تحت اضواءها يؤاخذون الدرس ويقبضون وفق تفاهمات معينة ..ثم يعبرون عن رغبات من يقف وراء هذه الحصة السياسية الخبيثة ااسيءة جدا.بهدف التطبيع نهائيا مع الفاسدين بالتطبيع مع سيدهم وقائدهم وذلك الذي علمهم السحر ...وجعلهم اثرياء يتلاعبون بالمليارات كما يتلاعب الاطفال في الشارع…

الماكينة الخفية هي التي تتحرك وأشباه المثقفين هم الذين يظهرون في الصورة بقذارتهم يكشفون عن وجوههم الحقيقية مشيرين الى اعماقهم التي تقول لهم اعملوا مثلهم واكسبوا الثروات ...ولا تهتموا بالثقافة ولا السياسة ولا القيم. كلها من الكلام الفارغ...الذي لا يبني القصور ولا يجعلهم يقودون السيارات الفاخرة ..ولا يتركهم يقضون عطلهم في اجمل مناطق الدنيا..ولا يوفر لهم القدرات على تدريس ابناءهم في الخارج ليعودوا خبراء وقد يصبحون قادة البلاد وحكامها....كما حدث في الحكومات ما بعد الثورة الكثير من الوزراء اباؤهم وأعمامهم او اخوالهم كانوا اما وزراء ام من الذين نقول عنهم ارجلهم في الركاب....

لقد حسبها الجماعة جيدا فشمروا على اذرع الدفاع عن الفساد والفاسدين...وهم اما يبكون وإما يتحسرون وإما يبتسمون ...ويقولون كلاما جميلا فيهم وفي قائدهم.

وهم يقولون لنا بوضوح...لعنة الله على ثورة ابعدت رجلا كان رائعا ...حتى وان اخطا فلا مشكل فكلنا خطاءون. ولا فرق بينه وبينهم. ... لا فرق بينه وبين بورقيبة..ولكل طريقته والعصر الذي جاء فيه…

المثقفون والنخبة بعد ان عملوا على تمييع القضايا في البلاد وإفراغ الثورة من محتواها عملوا على مناقشة غشاء مز الكماليات الفاسدة فيها التأييد للفساد والطحين واللواط والسحاق والدعارة والزطلة وقدموا لنا الف سبب للتطبيع معها.واعتبارها اشياء عادية في حياتنا وعلينا ان نقبل بها فنحترم اللواطي ونصفق المزطول ونتعامل مع الداعر بشكل لا يحرج شخصيته ولا تجرح كرامته..

بعد كل ذلك كان لا بد من التطبيع مع الفاسدين والتعامل مع عملية تبييضهم كأنما تتعامل مع افكار تقدمية نيرة ...فالبلاد لا تتقدم إلا بهم وقد اكدت لهم الثورة اللعينة انهم خبراء وان البلاد ابدا لا يمكنها ان تخرج من ازمتها إلا بهم .

وهذه البلاد لا يمكن ان يحكمها الاهم او ابناؤهم ..ولا يجب ان نكره الفساد..والفاسدين فهم يشكلون الركيزة الاساسية في الحياة ولا مفر منهم..

ولذا زين العابدين بن علي لم يكن إلا صورة من الشعب ومن العصر…

وفي الواقع بن علي لم يكن غير زعيم مافيا وأعضاؤها هم الذين يحركون هذه الماكينة الخفية لإهلاك الثورة وجعلها ملعونة ..فتنتهي. وفد ينتهي التعامل مع الدستور وبتم ايقاف الهيئات الوطنية الدستورية....

لا شيء ببلاش يا سيدي. اننا تحت ماكينة تعصرنا كل حين وتبتز فكرنا وتمتص امخاخنا... وتنهي علاقتنا بالثورة ..عن طريق نخبة تافهة ..بلغ امرها حد المشاركة في الفساد والجريمة..

بعض المساهمين في قتل الثورة كانوا يعملون مع بن علي في العلن وفي السر ..الم يعترفوا بعضمة لسانهم انهم كانوا في خدمته..الى اخر لحظة قبل هروبه . وإنهم كانوا سعداء بذلك بل هناك من اعترف ان صرخته التي سجلتها الثورة خطا لصالحه ما كانت إلا بأمر منه ومن رجال قصره..تلك الصرخة التي اعلنت عن وفاة بن علي السياسية والإعلام الزفت الذي اشتغل يومها عن طريق اوامر من القصر لإبراز تلك الصرخة بن علي مات....

هل رأيتم قذارة اكثر من هذه القذارة وأكثر نتونة.

والله لو كانت الدنيا هي الدنيا لتمت دعوة كل الذين بدؤوا يعترفون بفسادهم وتعاملهم مع المجرم بن علي لمحاسبتهم. ومحاكمتهم...لأنهم اكدوا علنا انهم كانوا شركاء في الجريمة...نعم لقد كان بن علي زعيم مافيا. وكان مجرما وكان فاسدا ..وكان قاتلا ...وسامح الله على كل من يقول بغير ذلك...بل قد العنهم .........

هل تتذكرون ام اننا مصابون بالنسيان ان هناك من طالب في بداية الثورة بمحاكمة كل من يقول كلمة لصالح بن علي او التجمعيين المعروفين بالفساد ..الى درجة ان موظفا في القناة الوطنية اخطا فاخرج صورة بن علي لبضعة ثوان في برنامج اخباري فتم طرده ومحاسبة المدير العام للتلفزة على اساس هذا الخطأ.. وأنا اليوم على يقين ان تم اعادته الى عمله بعد ان تم ترتيب كل شيء ....

اما اليوم فان الخطأ هو ان تكون ثوريا والجريمة هي ان تكون مع الثورة.. هناك محامون اليوم يتربصون بكل الذين يشتمون بن علي..الم يخرج علينا المحامي فلان معلنا انه سيرفع قضية ضد كل من يشتم بن علي .....هل هناك قهرا اكبر من هذا القهر....

انا شخصيا لا يهمني كثيرا ان افلست البلاد ام لا لان الافلاس يمكن اسلاكه ان قدرنا على انتخاب الرجل السالك في المكان المناسب ولقيء الرجل المناسب ..فالرجل المناسب قد يكون فاسدا والأفضل ان يبقى بعيدا عن سماءنا.

ما يزعجني. و ما يبكيني حقا هو انهيار النخبة في جل المجالات وانهيار المثقفين ولا يتم الرد عليهم من الاتحادات والمنظمات التي تحمل اسم الثقافة والأدب ورائحة الحرية.

الصمت المطبق هو الذي نراه ونلاحظه بل انه على مستوى الافراد المنتمين الى هذه الاتحادات والجمعيات والمنظمات تكتشف انهم واحد وان ذلك المجنون المدافع عن النظام الفاسد ورموزه ليسوا إلا مساندين له..انما هو الذي ينطق باسمهم انما كان،، اشرفهم،، لأنه تقدم الصفوف وقال انا ..اشجعهم ...ها انا اكشف عن وجهي وأزيل القناع ..وأتكلم ..و طبعا دون ان اتالم ....فقط أقبض اقبض..وطز في الثورة طز في الشهداء....وطز في التقدم والتقدمية ..وطز في البلاد ان تقدمت او تأخرت ...المهم ان نكون نحن النخبة في المقدمة نقود البلاد بقدر ما يوضع في جيوبنا …

انا اعتذر للثقافة ...واعتذر للفكر واعتذر للعلم. لان تونس انجبت هؤلاء وانتسبوا الى قطاعاتهم ....واعتذر للشهداء الذين ماتوا من اجل البلاد بإسقاط الاستبداد فنشا الفساد في اوساط المثقفين عفوا اشباه المثقفين ..وأشباه المفكرين وأشباه العلماء.....

اذا سكتنا عن هذا الوضع ولم نفضح ولم نرفض ولم نصرخ..فان تونس بعد سنوات اخرى قليلة محكومة بالأجانب وقد تكون اسراءيل هنا ...بعد ان حكموا في السر لان المثقفين تعاملوا معها في السر واليوم ستحكم في العلن لان المثقفين كشفوا عن وجوههم في العلن بلا خجل ..ومن يحاسبهم والانفلات عم العقول والسفاهة اصبحت مطلوبة من اجل ان يتحرك المجتمع…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات