حبوب منع التربية

Photo

مدرسة ترشيح المعلّمين

لم تكن هذه المدرسة عاجزة عن القيام بدورها في تكوين نخبة المعلّمين حتّى 1990، فهي سليلة منظومة تكوينية حديثة، فلقد اختارت فرنسا الاستعمارية أن تفتح مدرسة لتكوين نخبة معلّمين في 1896- مثلما هو الشّان عندها- كي تساعدها على تخريج إطارات إدارية و تعليمية و سياسية. و سعت السّلطات الاستعمارية إلى فتح المدارس في كلّ أنحاء الإيالة منذ 1884. و زوّدت تلك المدرسة فضاءات الدّراسة بمعلّمين لهم كفاءة معرفية و بيداغوجية.

قطع حبل التكوين

واصلت مدرسة الترشيح مهمّتها في صمت و صبر على حملات التّشكيك في جدواها وثبات على تكوين أجيال من المعلّمين لهم دراية كبرى بمجال مهنتهم نفسيا و اجتماعيا و معرفيا و إنسانيا، واستطاعت يد الخفاء أن تصدر قانونا يوقف نشاطها، و تحوّلت تلك المراكز إلى معاهد عليا للتكوين. سريعا ماوقع تعويضها بالإغلاق. لسائل أن يسأل: لماذا السّلطة الاستعمارية تفتح مدرسة لتكوين المعلّمين و السّلطة التربوية المحليّة تغلقها؟ ماهي الرّؤية الاستشرافية النافعة وراء إدخال أشخاص غير مؤهّلين علميا و بيداغوجيا إلى المدرسة؟ وهل أضحى العمل التعليمي سدّا للفراغات الشّغلية؟وهل المدرسة فضاء لمراقبة المعلّمين؟

إعادة مشوّهة

فاحت رائحة إحياء مدرسة الترشيح من جديد؛ ولكن بأسلوب أكثر سلبية. فالنّاجحون هذه السّنة يمكنهم أن يواصلوا مسارهم التعليمي في مؤسسات تعليمية عليا ضمن شعبة مخصّصة للغرض. و ستكون المعاهد التطبيقية العليا ملاذا للخروج من ورطة إدخال المدرّسين دون شهادة تثبت جدارتهم بمزاولة النّشاط التعليمي التعلّمي. .

من سيشرف على التّكوين؟

يعلم العارفون أنّ أصحاب القرار التربوي لم يعترفوا بحقّ التعليم إلاّ في أمرين وهما تخصيص ميزانية مالية و بناء الفضاءات المخصّصة لها. وماعدا ذلك فيمكن أن تكون مقولة" دبّر راسك" المفتاح السّحري لمتابعة سير التعليم و التعلّم. فهل يعقل أنّ بلدا أنجب "ابن خلدون" و " الإمام سحنون" و "القابسي" لا توجد فيه كلية تربية تشرف على شؤون التعليم من التسيير الإداري إلى المضامين المعرفية حتى التدريب و البحث، و لمن سنسّلم تكوين هؤلاء الطّلبة الجدد؟ وهل سيقوم بهذا التكوين أساتذة غير مؤهّلين تعليميا وتعلّميا بصيغة التعاقد؟

الرّؤية الاستراتيجية الفاشلة

لا يخفى أنّ حالنا التعليمي ليس في أحسن حاله؛ بل مؤشّرات ضعف المخرجات التعليمية في أدناها. ولعلّ الحديث عن نسب ردّة في الأميّة أمر ينبئ بخطر عظيم. فالمدرسة لم تعد فضاء للتربية و التعليم و التنمية. ولكنها تحوّلت في عيون الحاقدين خسارة مالية دون فائدة، وليس الفشل على عاتق المدرّس وحده؛ بل هو الّذي يتلقى وحيدا أشكالا من العنف رهيبة من الإعلام الفالت و الأولياء المنفعلين؛ وتعتبر مظاهر العنف صيحات فزع مختنقة لتنبّه إلى ضرورة التّشخيص الميداني لواقع التعليم. وليس من حلّ للخروج من هذه الأزمة إلاّ بالبحث عن أسباب غلق مدرسة الترشيح. فهل كان ذلك بدافع التخفيف على ميزانية الدّولة، أم هو اختيار بتعميم تدريجي للأميّة المقنّعة؟

أسئلة لا يمكن تجاوزها؟؟؟؟؟؟؟؟؟

• من يقرّر الشّأن التربوي؟

• ماهي كفاءته العلمية و التعليمية و التعلّمية؟ ماهي الاستراتيجيا النّظرية و العملية لإنقاذ تدهور التعليم؟

• في أي خطّة إجرائية يتنزّل إحداث هذه الشّعب التربوية؟

• من سيتحمّل رفض المدرّسين المتخرّجين منها للعمل في المناطق النائية؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات