الجبهة الشعبية والدور الوظيفي لصالح دولة الفساد

Photo

الجبهة الشعبية تقوم بدور وظيفي لصالح النظام القديم تأخذ بموجبه مناصب في الاعلام والثقافة وبعض الادارة مقابل ممارسة ضغط المنطقة بطريقة مستمرة على حركة النهضة وضغط المنطقة هذا هي خطة كروية معمول بها وتتطلب كثرة الجري ومتانة اللياقة البدنية لمحاصرة المنافس ومنعه من التقدم وربح المساحات ويجعله يكتفي بالدفاع في مناطقه وهذا الضغط يقع ترجمته بتنازلات للنهضة للنظام القديم إتقاءا لشروره وتجنبا لقدرة الماكينة على ترسيخ الاتهامات الباطلة التي ترمى بها بين الحين والاخر وتتولى الجبهة افك الترويج.

ان الذي قام باغتيال بلعيد والبراهمي قام بتكليف الجبهة بمواصلة مهمة الضغط على النهضة من خلال اتهامها بالاغتيالات وتبدأ غالبا هذه التحركات في الوقت الذي يرغب فيه النظام القديم مساومة النهضة سياسيا فكما تلاحظون فبعد استراحة وسكون امتد طويلا رجعت الجبهة الشعبية لتعلن بوم الغضب للتحقيق في الاغتيالات وعودة فتح الملفات وهذا التوقيت الذي اختارته الجبهة للتحرك واعادة رفع شعارات السفاح والارواح ومواصلة النباح هو توقيت على علاقة وطيدة باستقالة حكومة الصيد وهو لمساومة النهضة على الاسماء المرشحة للمنصب وللتشكيلة الوزارية الجديدة وبذلك بظهر الى اي مدى يمكن ان تصل القذارة بالجبهة الشعبية وهي تتاجر بالدماء وتقوم بلعب ادوار وظيفية لصالح دولة اقيمت اسسها على الفساد والاستبداد.

إن المعركة المفروضة على الشعب الآن ليست معركة كرامة ولا حرية ولا تنمية بل هي بكل وضوح معركة ثقافية هووية بين النهضة كحزب جماهيري صاعد وثابت وبين النظام القديم المتمترس في مواقعه باسم الهوية الحداثية والذي يبحث عن التموقع وكسب الشرعية من جديد وما الدور الذي تلعبه الجبهة الشعبية الا دور وكالة أو مناولة في هذا الصراع وهو دور يتماهى مع متطلبات وإستحقاقات النظام القديم وبذلك يظهر بالكاشف أن الشيوعيين في تونس ليسو النقيض الجوهري للنظام كما كانوا يصورون لنا في أدبياتهم بل إنهم جزء لا يتجزأ من ماكينة النظام القديم وهذا الاستنتاج الأخير هو من ثمرات الثورة التي كشفت جميع المتبرقعين بمعاداة النظام الفاسد وهم أصلا جزء منه.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات