الشّعب يريد ............كرامة و احترام.

Photo

خطّة اللعبة

تناثرت الأخبار بين وسائل الإعلام لتخبر عن مشاروات تشكيل حكومة جديدة. وكان خطّ سيرها تصاعديا حسب وتيرة القبول و الرّفض. و لم تكن إشارة الانطلاق إلاّ نهاية مرحلة أولى من "التركيح القسري" لبعض الأطراف. ولكن في تكتيكات الحرب توجد المغالطة و التمويه، ولذلك لم يقع المطالبة برأس الحكومة مطلبا أساسيا قصد توجيه الرّأي العام إلى أهميّة التفكير في الأمر، ثمّ يكون تبديل "السّروج فيه راحة".وهاهي المرحلة الثّانية تنطلق برفع الغطاء السّياسي والبحث عن "الغول الهائج" الّذي يقدر على الصّفع بيد من حديد.

كعكعة الحكم

ربّما أسوأ ما سيذكره التاريخ أنّ هذه المناورات السّياسوية تعود بالشّعب إلى دائرة الاستبداد. فالاستقواء بالمنظمات المسيّسية و شخوص انتهت صلاحيتهم القيادية و إبعاد قبّة البرلمان عن الخوض في مشاكل الحكم يجعل بلادنا ستبقى رهينة التفكير التّسلّطي غير القادر على مواجهة الأزمات بالأشكال القانونية. ولعلّ الطامعين في اقتسام كعكة الحكم لن يصلوا إلاّ إلى وجاهة إعلامية فقط. فستقع دعوتهم إلى البلاطوهات للثرثرة و إطالة أمد الأزمة. حتى يأتي الفرج، فالتفكيرالسّياسي مازال عندنا " دعوها فإنها مأمورة"

خيانة مؤتمن

إذا كانت الدّول تدار من طرف قادة سواء اختارهم الشّعب عبر انتخابات أو عسكريون أو مجالس قيادة مشتركة فإنّهم يعملون على المحافظة على المصالح العليا للوطن. فالشّعب-مهما كان نضجه الفكري و العملي- فإنّه يحتاج إلى مسؤولين ييسرون عليه قضاء حوائجه و مهمّاته و أمنه. ولقد اختار شعبنا نهج الحوار و التعايش السّلمي كي يبتعد عن النعرات و الجهويات و الغطرسة .فمن يفرزه الصّندوق يكون حاكما قانونيا يرضى بحكمه كلّ أفراد الشّعب و ينضبط بأحكام الدستور. ولكن أن يتحوّل الاستئثار بالحكم غنيمة يحرّكها أطراف لم يفرزهم الصّندوق فهو في نهاية الأمر خيانة مؤتمن.

كرامة الشّعب

خرج الشّعب ينادي ذات صباح الشّعب يريد.... كرامة،هذه الصّيحة لم يعد يسمعها الطّامحون الجدد للحكم. ذلك الشّعب لم يطالب بالخبز المجّاني و لا بالحليب "بوبلاش" لم يكن شعبا جائعا؛ بل طالب بحياة كريمة فيها محافظة لقيمة الإنسان. فالاستبداد كان عادلا في ظلم أبناء الوطن، وعرفت كل دار و زنقة و نهج وقرية و دشرة و مدينة ألوانا من دوس الكرامة و إزهاق روح الشّرف. ونسيان هذه الكرامة سيختزنها الشّعب في ضميره، و ستعود حتما في أشكال أخرى في قادم الأيّام. فمن الصّعب أن تحكم شعبا يطالب بالكرامة بعصا غليظة.

كيف الخروج من الأزمات؟

الرّاقصون على جثة الدّيمقراطية النّاشئة لا يمكنهم أن يفهموا شخصية الشّعب الجماعية. هذا الشّعب الذي احتوى الحضارات، و انسجم معها، وشرب التنوّع على تناقضه، و اختبر التعايش فقبله. و آمن بالعزّ و كره الذّل لا يمكنه أن يبقى متفرّجا فقط. بل هو سينتظرو يتابع حتى يستنفد المولولون و المثرثرون كلّ حيلهم و مناوراتهم ومغالطاتهم، ثمّ سيحاسبهم. الصّبر هو القيمة الثانية للشعب بعد الكرامة. فالأزمة ليست "لغبابيات" أو فشل شخوص أو بدائل حزبية ، بل هي أزمة تصوّرات إجرائية للحكم و التنمية. و لايمكن الخروج من هذه الأزمات إلاّ تحت قبّة البرلمان وحده الحوار المتكافئ سيسقط كلّ أطراف التحكّم عن بعد في مجهول.

الخداع و التلاعب بمصالح الشّعب

• إذا كنتم تحبّون هذا الشّعب فاحترموا حقّ ممثّيله في إدارة الحكم الدستوري.

• إذا كنتم تحبّون هذا الشّعب فحافظوا على دستوره النفيس.

• إذا كنتم تحبّون هذا الشّعب فاتركوا الخلاص بالحوار بين نوّابه في قبّة البرلمان.

• إذا كنتم تحبّون هذا الشّعب فقرطاج قد حرقتها خيانة التجار.

• إذا كنتم تحبّون هذا الشّعب فحاولوا أن تفكّروا في نهاية خزندار و مراد "بوبالة".

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات