السياسة فن الممكن...هذا صحيح ! اليوم ضد ذلك الحزب تسبه...تلعنه...تطلق عليه الاشاعات...تقيم له الكمائن و تحفر له الفخاخ...تجعل منه شيطانا...يستحق الرجم...و غدا يصبح نفس ذلك الحزب حليفك او شريكك في الحكم بتعلة التقدم او الخروج من الازمة او التعاون او التعايش..هذا ايضا ممكن ! و من حق كل الاطراف ان تمارس رياضة الاكروبات الحزبية على قدر لياقتها السياسية..
لكن من غير الممكن ان تتجاوز القانون…على مرأى و مسمع الجميع مثنى و ثلاث و رباع و تتمنى في نفس الوقت ان تبقى طاهرا نقيا و متعففا زاهدا…و من المقرف الذي يثير الاشمئزاز و الغثيان ان تكون انت من كتب ذلك القانون…و ناقشته…و دافعت عن دستوريته و علويته…و وضعت مخالفه في خانة الخونة و جرمته و جعلت له عقابا يصنفه من اكبر المجرمين…
حينها تكون قد اخذت نفسك العزيزة الى التهلكة و قفزت الى الدرك الاسفل من السلطة و حكمت على نفسك بالاعدام مائة مرة و لن تجد القانون وقتها الا تحت اقدام المجرمين مكانه الذي ارتضيته فيه…
هذا تذكير ! ام تنتظرون التعذيب و انتهاك الحرمات و التشريد و التهجير حتى تقولوا جريمة مخالفة للدستور و يعاقب عليها القانون !