عندما تمت محاربة الترويكا بالاغتيالات والارهاب و بتجميد المشاريع التنموية في الرفوف و بتكديس القمامة في الشوارع و بصيحات الفزع باتجاه فرنسا طلبا للنجدة وخوفا من إنهيار دولة النمط فلا يأتين أحد من المرتزقة بعد الآن ليتحدث عن فشل حكومات الترويكا ...إذا كان ذلك فشل فماذا يسمي أداء حكومات نداء تونس؟
مازالت المعركة في جوهرها معركة نفسية سيكولوجية حيث إستعمال خطر الافلاس الاقتصادي وخطر الارهاب الداعشي حتى يستكين الناس ويدب في نفوسهم اليأس من كل تغيير ...إنهم يريدون إقناعنا أن عهد بن علي هو عهد الرخاء والرفاهة وعهد الامن والأمان حتى نندم على ما فات والحقيقة أنهم منذ قرابة ستة سنوات يشتغلون إعلاميا وسياسيا وثقافيا على هذه الفوبيا وفق مناهج ترهيب وتخويف معاصرة تتلاعب بالعواطف وبحاجات الانسان الاساسية البيولوجية والنفسية ...إننا في صراع مع خصوم غير تقليديين ومستعدين لاستعمال كل شيء قذر.
لا فرق جوهري يذكر بين أنظمة الشبيحة العربية فان كان نظام البعث السوري يلقي على شعبه براميل البارود ليقتلهم فان النظام المافيوزي في تونس يلقي على الشعب إعلاميا وسياسيا وثقافيا براميل الرعب والخوف والترهيب من أي حركة تغيير ممكنة.
إذا كان سلاح اللصوص المضاد للثورة هو الاعلام فلا تدخلوا عليهم الباب دون سلاح.
لا بد للثورة أن تنتج أدبها و فكرها و فنها ومسرحها وسينماؤها وشعرها وغناؤها وإعلامها و بدون ذلك سيغلبها اللصوص المجرمين فالأموال المسروقة كثيرة .