جريمة نيس..

Photo

انا اقول بكل صراحة .. لا معنى الان لتداول اصله وجنسيته...والعمل الى الاساءة الى تونس او التجريح في فرنسا...فالإرهاب لا اصل له ولا فصل ولا جنسية ...ولا تاريخ...انه ينبت في خلايا البعض من البشر فيتحول لديهم الى ثقافة متوحشة ..ولو كان من بلاد متقدمة او هو من بلاد فقيرة ويعيش في بلاد غنية متطورة.... منذ اكثر من اربعين سنة وأنا اتابع ما يجري في الدنيا بحكم عملي الصحفي ولذا يمكن لي ان اجزم انه لا يوجد شعب لم ينتج ارهابيين ولا يوجد شعب.لم يحترق بلوعة الارهاب وجرائمه وقاذوراته...ولا يجب ان نضحك على انفسنا ونرفع اصابع الاتهام ..وأصابع الادانة و نتفرغ للسباب والشتائم واللعنات....ضد جهة او بلد او دين او ايديولوجيا..او توجه سياسي او تجسس اقتصادي ...وغير ذلك…

وان كان من الضروري البحث عن مصدر الجريمة وعن مقترفها للعقاب والمحاكمات ولاكتشاف من يعمل في الارهاب مع الذين تتوصل اليهم التحقيقات سعيا لإيجاد الشبكة ..وفروعها ومنبعها في نطاق الحرب على الارهاب والعمل على القضاء عليه او التخفيف منه والحد من انتاجه ونتائجه والنظر في امكانية تجفيف منابعه بالتعرف على مموله والمستفيدين منه.... لكن بعد كل ذلك لا بد من مؤتمرات دولية للبحث العلمي والاجتماعي والأمني تشارك فيه جميع الدول بما فيها المنتجة للإرهاب او المصدرة له عن وعي منها او هي ايضا ضحيته رغم انه نشا عندها....

الى حد الان لا توجد حرب دولية اممية على الارهاب...في حين ان الارهاب اصبح يصيب الجميع ...والجميع من ضحاياه..... ولا ادري لماذا لا توجد خطة دولية للحرب على الارهاب ومن يعطل هذه الخطة ..ومن يتحمل المسؤولية في النهاية .... ولذا يا سادة ويا اخوتي. ..انا احس بالألم يمزق احشائي وأنا اشهد هذه الجريمة الارهابية الشنعاء.....وأترحم على الضحايا واعزي اهاليهم وأتضامن مع مدينة نيس التي اصيبت في مقتل وهي المدينة التي احبها شخصيا. وزرتها مرتين...إلا اني ابدا لا اشعر بأي خجل من كوني تونسيا كما قرأت البارحة وهذا الصباح... ابدا ستبقى راسي مرفوعة ..وسيبقى قدري عاليا وأبدا لن اقلل من احترامي لنفسي. ولذا لن اجلد نفسي …

فالإرهاب ليس تونسيا ولا هو عربي ولا هو اسلامي ...وان تكاثر في السنوات العشر الاخيرة في ديارنا ... نعم انا بكل الم وبكل حماس اعمل مع الجميع للحرب على الارهاب وعلى الجريمة المنظمة وعلى القذارة الشبيهة بالإرهاب ....في حدودنا ووفق ظروفنا وإمكانياتنا لكن ايضا لا بد من ان تتواصل المقاومة ضمن خطة دولية اممية ...للقضاء عليه نهائيا ..وان كان من المنطقي ان نقول ... ان القضاء على الارهاب ممكن ...لكن الى حين ما لم نقضي على اسبابه الفورية والعميقة..وان لم نساعد الدول المطعونة به على اعداد خطة متكاملة وجريئة للقضاء على الارهاب....

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات