ربما فات الاغبياء والسذج من نخبتنا او نكبتنا المثقفة التي كانت تنظر من تحت الموائد لاستبداد سيادته واستعباده المجيد ان الشعب التركي الذي عانى ويلات وفساد حكم العسكر وعاش في ظله مكتوم الانفاس فقير الجيوب لم يعد مذلولا مقهورا بل اصبح شعبا حرا محفوظ الكرامة صوته لا يباع وإرادته لا تشترى لكي يرجع الى الاستبداد ويعيد ربط المشنقة بيديه حول عنقه من اجل أفكار مثل "حماية النمط المجتمعي" التي هي أقرب الى اطلاق الريح... في دولة نصف شعبها لا يتمتع بالماء الصالح للشراب…
هؤلاء السذج والأغبياء بطريقة مفزعة ومرعبة لم ينتظروا مآل الانقلاب الفاشل في تركيا الذي لم يرفضه الشعب فحسب بل رفضته القيادات العليا للجيش والد الاحزاب عداءا لاردوغان وحزبه من اجل الوطن لاغير... وهو ما اقام الدليل القطعي على ان هناك ايادي خارجية تريد العبث بالبلاد وتدمير "الانجازات" الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الثورية... ناسين متناسين انه شعب يتمتع "بالأمن والأمان" وله اكثر من مليون ظابط في جيش من اقوى الجيوش في العالم…
اما في خصوص الثورة السورية فعدو بشار الاسد الاول ليس اردوغان ولا الاخوان ولا داعش عدوه الاول هو الشعب السوري... حيث لا يتصور اي عاقل ان حاكما مستبدا متجبرا على شعبه فرض عليه الجوع والفقر لعقود... ان يقف ذلك الشعب بجانبه في محنه والمؤامرات التي تحاك ضد وطنه الذي لا يربطه به إلا الغبن... إلا بالحديد والدم والنار... فلو كان الشعب السوري محفوظ الكرامة لما استطاعت اي قوة ان تخترقه وتكسر ارادته تماما مثل الشعب التركي…