في بلدي الموجوع بفئران الطّحين المستورد.
يؤرّخ المتصابون الإعلاميون للمصائب الّتي حلّت بالشّعب بـ منذ 14 جانفي؛ أو بتهكّم بعبارة منذ الثورة.كأنّ ماكان قبلها جنّة رضوان.
في تركيا
سيؤرّخ أحرارهم نزع خنجر خيانة الوطن منذ 14جانفي 2011. لماذا؟
لأنّ شعبنا هو أوّل من طبّق قاعدة احمي بلدك بنفسك،و سهر الليالي. المشكل أنّه لا يعرف من يناصر؟ ولم يفهم لماذا حدث ماحدث ؟ ولكن كان يدور برأس كلّ مواطن هو فداء الوطن.
هذا الشّعب ضحك عليه سوقة السياسيين، وحوّلوا خلع صنم ديكتاتور إلى نكتة سمجة، بل يتجرّأ بعض أبناء اللئيمة بتصوير برنامج يدعون فيه "سيّد نعمتهم السّابق". دون مراعاة لوجدان الثكالى و سنين العذاب.
شعب تركيا تعلّم من شعبنا أنّ من لا يحمي حماه يضرّس بأنياب الأزلام و أبواق البهتان.
• شعب تركيا شاهد ما وقع في مصر، وفهم أنّ الحرّية لا يمكن أن تركبها دبّابة محشوّة بقنابل قهر الوطن.
• شعب تركيا لم ينتظر التوافق و الحوار و جائزة نوبل الملفوفة في خرقة السّمسرة بحقوقه؛ بل بادر و كان الأسرع.
• شعب تركيا يعرف أنّ قرطاج حرقها الخائن و السّمسار، فطاف بالقلاع العسكرية يطهّرها من الأشرار.
و انتظروا تصريحا من قائد تركي لا يستنكف من ذكر الحقائق يخبر بأن ما وقع التّصدّي له كان استلهاما من تجربة شعبنا، وهو سيناريو كان موضوعا في الحساب.
مازال شعبنا يقدّم الدّروس للعالم، إلا ّ في بلدي فنعيش سماجة معتوهين سمّوهم قسوة علينا محلّلين و إعلاميين؛ ولكن متى يحين موعد إقلاعنا نحو نادي الدّول المتقدّمة؟ وهل قدرنا أن نبقى في ذيل الدّول المكرهة على العيش؟