فشل الانقلاب على تركيا الاسلامية : اعادة توزيع الادوار في النظام الاقليمي الشرق اوسطي

Photo

تركيا دولة اطلسية شبه اروبية وعماد ذلك جيش مبني على هذا المقاس .

فان تتحول هذه القوة العسكرية الكبيرة في المنطقة الى دولة اسلامية تعاضد الربيع العربي وتساوم في ولائها الاطلسي فهذا امر متعد للأسس التي بنيت عليها الدولة العلمانية العسكرية المتنكرة لإسلامها .

ان تركيا ما قبل الانقلاب الفاشل لن تكون هي نفسها بعده فسيصبح نموها الاقتصادي وتطورها في جميع المناحي مستهدف امريكيا واروبيا لكي لا تتجاوز حدودها .

ان الجيش التركي ' المطهر ' من قادته المخلصين لهيمنة العسكر على السياسة بروح علمانية ومسار ديمقراطي موجه ضد ' الدولة الدينية ' اصبح يبتعد عن مخلفات اتاتورك ،

ان امريكا وأوروبا يدركون ان هناك خطوط حمراء لا ينبغي ان لا تتجاوزها تركيا وانه من الضروري التعجيل بمكابح تتذرع بحقوق الانسان وتسرع في وضع حد للنمو الاقتصادي السريع وتوغل في الاختراق ألاستخباراتي المعدّل على مقاس الشرق الاوسط الجديد الذي يقوم على تمدد فعلي لإسرائيل عبر نظام اقتصادي جهوي يدمج دول الخليج والشرق الاوسط في منظومة سوق قوامها اسرائيل وتدمج الموارد الخليجية .

فلا مجال لنفس اخواني في دولة اروبية شرق اوسطية علمانية ، وقد تم غض الطرف سابقا على منهج اخواني تركي معدل فكريا ومقيد بضمان الجيش ،

غدا سيكون في تركيا مؤسسة عسكرية جديدة تحتاج الى اعادة بناء لن يتم في غياب استقرار اصبح مستهدفا من قبل حلفاء الامس،

وهذا ما يجعلنا نتوقع اضطرابات وهزات اجتماعية وسياسية وداعشية وكردية في المستقبل القريب ،
وتحسب لمصير محتوم لاجندة تقزيم تركيا الاسلامية التي تحلم بأمجاد الامبراطورية العثمانية واستعادة خلافة عصرية معدلة ،

تركيا شرعت منذ مدة في سياسة الهروب الى الامام فأعادت اتفاقها مع الكيان الصهيوني وسارعت لمأسسة التطبيع وتنازلت لموسكو ،

اني اقدرانا تركيا ستمضي بعيدا في هروبها الى الامام بدعم علاقاتها مع روسيا والضغط على امريكا لتنزل من برجها العاجي كما ان تركيا ستبحث عن حلحلة القطيعة مع النظام السوري ،

امريكا تكاد تصرح بتورطها في الانقلاب الاخير ولو بشكل ضمني وهي غير مستعدة للقطيعة مع تركيا لان ذلك سيدعم الاسلام السني على محور اخواني الذي يحتاج الى لملمة صفوفه لمواجهة المد الشيعي المتوافق مع الاجندة الامريكية وان عكس الظاهر خلاف ذلك ،

هروب تركيا في هذا المستوى ربما يشكل مفاجأة كبيرة بعودة التقارب مع النظام السوري ،
ان اروبا غير قادرة على الضغط على تركيا لان حدودها مع الاتراك مندمجة ولديها بيوت زجاجية لا حصر لها كما ان المانيا لها علاقات تاريخية كبيرة وعدد الاتراك بها كبير وسياستها تركز على الابعاد الاستراتيجية ،

تركيا ستواجه ضغوطا من الجهات الستة ، وما عليها الا مراجعة التوافقات والابقاء على الحذر،

ولا مفر من تقديم تنازلا ت جدية للأمريكان ولكن بعد احراجها اكثر في تورطها في محاولة الانقلاب ،

ان سينريوهات العراق وأفغانستان ولبنان وسوريا غير واردة لمواجهة تركيا ، بقي ان الاضعاف الاقتصادي والتدعيش تبقى امورا مفتوحة للاحتمال على المدى القريب فيكفي ان تتراجع معدلات النمو ويطل شبح التضخم والبطالة حتى يتبرم الصندوق ،

انه من البديهي التأكيد على ضرورة وحدة الصف الداخلي بمزيد ارضاء المعارضة وتشريكها بجدية في ادارة هذه المرحلة الدقيقة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات