خطاب رقم 1
بالله ، ساندوني لأكون رئيسا للحكومة، يمكن أن تكون فرصتي الأخيرة..
وأعدكم أنني لن أكون أسوأ من رؤساء الحكومات السابقين، ولن ينهار الإقتصاد أكثر، ولن تنهار معنويات التونسيين وقدرتهم الشرائية أكثر مما هي منهارة، أنا سأظهر لكم كل يوم في التلفزة وأروي لكم نكتة، وسأخفض في ثمن المشروبات الروحية لتنسوا واقعكم، وسألغي بطولة كرة القدم وأنظم مكانها مباريات في الشكبة والروندة والرامي، وسألغي قانون التحرش وأجلب توريستيكات من أوروبا الشرقية وسأسمح بتعدد الزوجات والخليلات، وأنا متأكد أن الارهاب سيزول تلقائيا وسيحب الناس حياتهم، فالشعب التونسي داه في كرشو ونصفو الأسفل..
حطوني رئيس حكومة.. وسأجعل منكم أسعد شعب في العالم..
خطاب رقم 2
بصراحة عمكم الجوادي زعلان وماخو في خاطرو منكم..
طلبت منكم أن تساندوني لأكون رئيسا للحكومة فتقبلتم الأمر باللامبالاة أو بالسخرية، مع أنني أكدت لكم أنني لا أمزح، وأنني جاد في الأمر، لكنه الحسد، والنية "المڤعمزة" هي التي جعلتكم لا تنزلون للشوارع لتفرضوني رئيسا للحكومة، بعضكم يتعلل بأنني لا أفهم في الاقتصاد، فهل كان بورقيبة و زعبع وكل رؤساء حكومات ما بعد الثورة يفهمون في الاقتصاد؟
بعضكم يتعلل بأنني لست سياسيا محترفا ولم تعركني التجارب ولم أتقلب في كواليس الادارة ومفاصل الدولة، طيب: سي الصيد إداري بامتياز وشغل أغلب المناصب في الدولة فهل نجح؟ وسي حمادي الجبالي ولعريض لا تجربة لهما ولم ينجحا أيضا، بعضكم الآخر يتعلل بأنني زوالي ومن طبقة "محَتْحْتَة"، فهل هذا عذر؟ مع العلم أن زميلي لاش فاليسا كان "خدّام في البُرْت"، ومع ذلك نجح نجاحا باهرا..
حسدكم وقصر نظركم جعلكم تتجاهلون مناقبي العديدة التي تؤهلني لأكون رئيس وزراء، أولها أنني طيّب وهذا سيساعد الشّيخين على المناورة والتصرف كما يحلو لهما ولن أخيف "بارونات" التهريب والفساد، وثانيهما أنني مستعد للتعاون مع كل مخابرات الأرض بما فيها مخابرات الموزنبيق الشقيقة ولهذا ستكون علاقات تونس جيدة بالجميع، المنْقبة الثالثة: ليس لي اي برنامج اقتصادي أو سياسي أو ثقافي أو اجتماعي، برنامجي هو "دِزّْ تخْطف"، وبالتالي مستحيل أن أفشل لأنني لن ألتزم بشيء، المنْقبة الرابعة: أنني وفيّ لأصدقائي وسأعيّنهم فورا سفراء وولاة ومعتمدين ورؤساء مديرين عامين، المهم "ما ياكلوش وحدهم"!
الخلاصة سواء عيّنتم شخصيّة تعتقدون أنها تتصّف بكل الصفات المطلوبة او عيّنتموني أنا فستكون النتيجة واحدة ولن يتغير شيء.. امنحوني اذن فرصة "باش نشوف العزّ مدة، ثم أفشل"وأصبح "رئيس وزراء سابق"، حتى لأسبوع، راني خوكم!