صحافة الكروش يتقنون جيدا مهنة التصنيف و تبرير العفن . وفي إطار جهدهم المحموم لتعميق الكم الهائل من الحقد والكره المستشري في جسد سكان هذه الرقعة الجعرافية، وصل بهم الامر ان تفتقت قرائحهم تصنيفا جديدا يضعون فيه الجيعان والشبعان وجها لوجه. متغافلين بقصد ان ولد الحفيانة و العريان هو كذلك لأن أصحاب البطون المنتفخة بخيراته هي التي سادت و لازالت تصر على أن تسود . أما البلد فهو فاشل لأن الجيعان قسرا مستبعد من الثروة والسلطة أو حتى مجرد المشاركة فيها.
لا يسعني في هذا المقام إلا أن أرتّل على المسامع ما قاله مظفر النواب :
"ما أقبح الكروش من أمامكم
وأقبح الكروش من ورائكم
ومن يشابه كرشه ماظلم".
فالثابت في الإقتصاد السياسي أن إقتصادا بطبيعته مأزوما لا يعالج بالترقيع والتلفيق
( أسطورة الإصلاح )، بل بالإستئصال الجذري للورم ( التفكيك وإعادة البناء ) و عبر الرضوخ للإستحقاقات الإجتماعية التي تضمن - وحدها - الحق في تحصيل الثروة و في توزيعها العادل .
وكلما تعلق الأمر بالحقوق العادلة تجد الأكثر عفنا من بين المهرولين الأحرص والأسرع على تبنيها وترسيخها في أذهان البسطاء المغبونين على الشاكلة المحرّفة والمزيّفة التي تخدم مصالحهم و تؤبدها و من ثمة تتكفل طبعا الجوقة من جماعة لمن يدفع أكثر بترويجها . لعل من بين أهم ما يروج له في هذه المرحلة مكافحة الفساد من قبل الفاسدين انفسهم في شكل هزلي مغتصب لعدالة القضية .
القضايا العادلة كما الحمار المستباح لمن يركب، قدرنا أن نَرْكَبْ أو نُرْكَبْ. أما الكرامة ممارسة لا يحذقها إلا الكريم ، أما جماعة فقه الواقع و دعها تقع و جماعة يسار النمط و المشروع المجتمعي و جماعة البراميل المتفجرة فهم كالتجمعيين أو أدنى درجة . و #القضية_الإجتماعية هي أم القضايا و على أساسها يتم تثوير الواقع و تبنى الأمم الخالدة و ما عداها قضايا واجهة هدفها التعمية و التغطية و تأمين إعادة إنتشار سلس لخدم النظام القديم .
وعليه و بكل بساطة ، المطلوب من كل جيعان فخور بكونه كذلك ممن لا يستهويه إستكراش و لو أعجبه ان يخشوشن ما إستطاع فالنظام المأزوم المتهاوي يلفظ أنفاسه الأخيرة و لو أظهر خلاف ذلك ، والمنازلة صولات وجولات و البقاء لمن قضيته أعدل و هدفه أسمى.
حتما ستُفرَض دولة الجوعى المستبعدين وهي كره لهم وستسقط المزرعة بأيدي ضحاياها ولو كره الكارهون وغرّهم بالضّحايا الغرور.
رددوا كلمة #ثورة ما إستطعتم ترهبون عدوكم وتغيضونه.
ثورة… ثورة ….. ثورة…….