فشلت كل الحيل الكلامية في تصوير واقع مغاير. و تجمّد تفكير إعلام القاذورات في ترويج صورة تحكي عن نعيم موجود و لكن طغمة المشككين طمسته. فلا أثر للاستثمارات و لا ذكر للانتدابات الّتي خفّضت من نسب بطالة خانقة. الكلّ ينتظر، و شح الماء زاد من شحّ الانجازات الوهمية.
و السّياسي ذلك المستودع الأسود عليه أن يضرب الأرض بسياط لسانه فينفلق الماء و تعشب الأرض. خابت كلّ مكائده، فالثورة الاتصالية جعلت كل كلمة يفتح بها فمه ترصدها كاميرا مواطن أو إعلامي شريف فتثبت زيفه و أنّه " تركة قديمة" لم تستوعب درس الحاضر و المعاصرة.
الشّعب ذلك الجبل الثقيل بالمشاكل. هو صامد على فقره، ثابت على وطنيته، متابع لأكاذيب سياسي يلفّ له الوهم في خبز العسل الأسود، و يؤخّر له موعد تشقّقه و تصدّعه. فهو إن انتفض صار قشّة تذروها الرّياح، و غادر البلاد غير مأسوف عليه.
لماذا نخاف من مغامرة الحكومة الجديدة؟
• هذا الشّعب بلغت مديوينته مستويات عليا. فهل سيخرجون كنوز الأرض لسداد الدّيون؟
• هذا الشّعب فقره مسّ العظم و سيصل إلى الخلايا و الأنسجة. فهل سيضاعفون له رغيفه؟
• هذا الشّعب بطالة أبنائه ملأت المقاهي المزدحمة بخرّيجي جامعاته. هل سيشغّلون الألاف بلمحة بصر؟
• هذا الشّعب ليس له مايخسره !!!
ربّما الشّعب الوحيد في العالم الّذي يعمل بالبيت: ما أضيق العيش لولا فسحة الكذب.
الكذب هو طوق النجاة الوحيد الّذي يشدّه إلى هذه الحياة.
يكذبون……… دعوهم يفرغون شهوة الحكم……… دعوهم يسخرون من بلاهتنا و حمقنا.
دعوهم يمرّمدون بعضهم…….دعوهم يتصرّفون بوضاعة الاحتقار. واصلوا رقصكم فوق الكراسي، فيوما ما ستثقب من قوّة ضراطكم خوفا من أبناء الحفيانة.
هم الأقدر على معرفة أنّه لن يتزحزح الفقر و لن تسدّد الدّيون بنفس التركيبة التحنيطية القديمة. لذلك سيفشلون.
للشّعب زمن البقاء، أما لهم فالرّحيل سيكون مع أوّل شرارة حرّ يقول : كفى استهتارا و إضاعة لحقّ شعب في التقدّم دون مسوخ الماضي الفاسد.