يبدو أن الإتجاه العام يهدف لتكوين حكومة نصفها أو أكثر من خارج الأحزاب، بحجة الإبتعاد عن المحاصصات الحزبية، و هي موضة أطلقها في تونس صحفيون و لوبيات و "مستقلون" ربما لأنهم يريدون المناصب دون القدرة على فرض أنفسهم في النضال السياسي.
أرى أنه طبيعي جدا أن تتكون الحكومة من وزراء ينتمون لأحزاب الإئتلاف الحكومي، و ذلك باحترام نسب كل منهم في الإنتخابات التي هي المقياس الوحيد للمصداقية والتمثيلية والضامن الوحيد لمساندة كتلهم البرلمانية لقراراتهم و لمشاريع قوانينهم.
مشكلنا ليس المحاصصة الحزبية، بل المشكل أننا نكون الحكومات دون برنامج حكومي واضح متفق عليه.
في الديمقراطيات العريقة، تتكون الحكومات على أساس المحاصصات الحزبية و على أساس برنامج حكومي يلزم الإئتلاف الحاكم وتلتزم الكتل النيابية الممثلة في الحكومة بمساندتها.
في تلك الديمقراطيات، تعترف الأحزاب المكونة للحكومة و كتلها البرلمانية بأن رئيس الحكومة هو رئيس الإئتلاف و رئيس الأغلبية البرلمانية و تلتزم معه بمساندة وتنفيذ البرنامج الحكومي و بالتصويت على القوانين التي يقتضيها.
خارج هذا التمشي، سنعيش مرة أخرى فشل الحكومة و ستتنصل الأحزاب و سيتنصل النواب من المسؤولية و سيتهمون رئيس الحكومة بالفشل…. ثم سيكونون حكومة أخرى !