سيدي صندوق النقد الدولي.

Photo

ترزح بلادنا دائما و ليس له نهاية تحت أكاذيب كبيرة أوّلها الإنجازات التي لا توجد في إفريقيا كلّها. والكلّ يتذكّر قصة مستشفى في العاصمة و التي روّجوا أنه الأوّل في إفريقيا كلها. ثمّ أنقصوا إلى شمال إفريقيا، حتى أصبح مستشفى عادي في إفريقيا.وهذه الكذبة صدّقها العديد من الناس مثلي. وكنّا نعتقد أنّ الله في السّماء و أروبا أو " الخارج" في الكون و بلادنا هي لهلوبة الكوكب و صفوته. ولذلك يكذب عيلنا سياسيو الخسة و السفالة بإخبارنا أننا الأوائل في كلّ شيء. حتى أفقنا بفعل الثورة الاتّصالية أنّ نامييبيا أفضل منّا.

ذلك زمن انتهت فيه تلك الخدعة لإسكات الناس و بث فيهم روح القوة المزيّفة. و هذه الأيّام يتداول علينا مروّجو الأكاذيب أنّ صندوق النقد الدّولي هو الرّاعي الرّسمي للشؤون السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية. و تتكرّر نفس اللوبانة و طرشقتها الإعلامية. فيخرج في التلفزات " خبراء" كي يعلموننا أنّ الصّندوق قرّر، الصندوق عيّن و الصّندوق أمر. وهذا الصّندوق تسمع عنه و لا ترى بياناته فهي في علم الغيب.

سيدي صندوق النقد الدّولي سيشن علينا حربا لا هوادة فيها، فهو من سيسرّح الموظّفين، وهو سيحذف الدّعم و هو سيوقف الانتداب في الوظيفة العمومية. هذا الصّندوق العجيب سيتكفّل بإدارة شؤوننا المالية بعد أن أقام الحجر علينا حتى يسترجع الدّيون التي صرفها " الصّحاح" على ملذّاتهم باسم الشعب الزّوالي. و الصّندوق لا يعترف بالسّراق و الفاسدين فهو يمسك من هو في الأرض. بالطّبيعة الشّعب يخلّص.

سيدي صندوق النقد الدّولي هو المؤتمن على البلاد حسب التقليعة الكذّابة، ولذلك فالمصلحة الوطنية العليا تستوجب الإذعان و الطّاعة. فهو سيعيّن الحكومات، وهو سيحذفها بجرّة قلم، وهو من سيتغاضى عن نهب الثروات. هذه كلّها أكاذيب يقع ترويجها و كأن صندوق النقد الدّولي " فاضي شغل" وليست له من مهمّة في العالم إلا دويلة صغيرة لا تتجاوز ميزانيتها في أحسن حال شركة بيع اللعب في شمال الولايات المتحدة الأمريكية.

سيدي صندوق النقد أقرض حاكم النّظام السياسي السّابق و اللاحق، هذه الأنظمة عجزت عن توفير مشاريع استثمارية لسداد الدّيون، و أخفقت في تنزيلها منازلها الربحية. و ذهبت أدراج الرّياح. وهو يريد أن " يخلص" في فوائضه قبل أصل الدّين. و لا يعترف إلا بدين " الدوفيز" وحده من يجعله لا يتدخل و لا يملي شروطه.

سيدي صندوق النقد الدّولي له حقوق على الأنظمة الّتي لم تنجح في إدارة الشّان الاقتصادي، و أمّا الشّعب فهو زوّالي بطبعه. و ليس له ما"يتنتّف" و هذا الصّندوق يريد أن يؤمّن على ماله لدوام دورته الاقتصادية. فكفوا عن استبلاه الحمقى. قولوا لنا الفلوس أكلتها الجرابيع و الاستثمارات تبخّرت و الدّيون لا بدّ أن ترجع إلى أهلها.

صندوق النقد الدّولي ليس هو الشّماعة التي تعلّقون عليها فشل اختياراتكم و سوء تدبيركم. فلاتظلموه
فلا أحد يقدّم المال و ينتظر الوعود المزيفة إلا ّ الشّعب المغلوب على أمره و المنكوب في نخبة تائهة تروّج حماقة المعتوهين الوصوليين.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات