شيبوا رؤوسنا و صدعوها طيلة مدة كتابة الدستور...جلدوا ظهورنا على الثلاث سنوات التي استغرقها في النقاش و الكتابة و المصادقة...اقاموا الدنيا و لم يقعدوها على ما اعتبروه اتفاق اخلاقي على مدة لا تتجاوز السنة...استهزؤوا بالنائب سنية بن تومية و النائب ابراهيم القصاص كيف يكتبون دستور جمهوريتهم الثانية…
حتى رئيسهم اليوم و منقذهم في ذلك الزمن طالب حينها بحل كل المؤسسات الدستورية المنبثقة عن انتخابات 2012...خرجوا علينا من مواخير اعلامهم المافيوزي فقهاء و حكماء و كفاءات و خبراء يحاضرون في شرف القانون و الدستور...و على رأسهم حزب الداء…
اليوم بعد ان ذهب الفاشلون و جاء الحكماء و الكفاءات النمطيون "الدستوريون"…لم نعد نسمع لهم ركزا و اختفت السنتهم و اغلقوا افواههم و كفوا عن النباح في الشرعية و القوانين الدستورية و المحكمة الدستورية و المجلس الاعلى للقضاء يراوحان مكانهما بين ايدي من كنا واثقين انهم عصبة منافقين و انتهازيين و مرتزقة لا بل و تجاوزا الآجال الدستورية امام الجميع و في اجواء الوحدة الوطنية و خطابات مقاومة الفساد و شعارات احترام القانون و الضرب بيد من حديد…
فقط اردت التساؤل : اين اؤلئك الذين كانوا حراسا على الدستور و كانوا يتوقفون على كل كلمة فيه لأيام و أسابيع و يخافون من الضمة و الفتحة و الشدة التي يمكن ان تغير المعنى…و ترجعهم و دستورهم الى الوراء..