هذا غباء قديم والغباء يتواصل فينا

Photo

ابدأ مقالي من وضع عاشته تونس قبل الانتخابات التي جاءت بالباجي الى الرئاسة ......


• أنت ضد الحكومة الآن اذن انت وطني !

• انت مع الحكومة اذن انت خائن !

• انت مع الاعتصامات ضد الحكومة اذن انت مناضل !

• انت لا تريد الاعتصامات اذن انت نهضاوي متخلف رجعي وربما فاسد ايضا !

هذا الصورة كانت في سنة 2013 زمن الاعتصامات وجرائم الاضطرابات المنظمة التي اتعبت البلاد وفقرت الشعب وزادت في تجويع الفقراء حتى يصرخوا من الاعماق ..يلعن ابو الثورة ....كان كل شيء مدبرا وتمت ادارته بخبث ودهاء وفساد وبروح اجرامية عميقة .

لا تهم القيم لا تهم المبادئ المهم هو ان يعود النظام الفاسد الى الحكم ....

اما اليوم ....


• أنت مع الحكومة فأنت متفائل بها....وتؤمن بالحداثة والتقدمية !

• انت مع الشاهد رئيس الحكومة اذن فأنت مع اقحام الشباب في عملية حكم الوطن !

• انت مع الباجي اذن فأنت مع التطور والحداثة رغم انه أخطا في مد يده الى النهضة... وأكثر من الأخطاء ولم يتمكن من تحقيق شيء بسيط فوق الصفر للتنمية .....ولم يتمكن إلا من مد يده للغنوشي ليضمن صمته ...والغنوشي يضمن صمت الباجي........

• انت مع مجيئ وزراء وكتاب دولة ووزراء من الخارج عمل في مؤسسات اقتصادية عملاقة ولو في اسرائيل فأنت تفهم في الدنيا..ولا تسأل ان كان والده وزيرا ام كاتب دولة ام سفيرا....لا تسال ...المهم ان تقتنع بان من يأتي من الخارج قد يكون هو الأفضل وليس مهما من هو ومع من كان يعمل ....ولا تسال عن الوزراء الحاليين من هم ومن يقف وراءهم وهل ان اباءهم او اجدادهم او جداتهم او خالاتهم... نعم خالاتهم هل كانوا في السلطة مع بورقيبة او بن علي !!!

• انت تطالب بمحاسبة الفاسدين والمجرمين اعتمادا على قانون البلاد وقانون الثورة الثابت في كل العالم فأنت حاقد ومريض وعليك بعلاج نفسك...ومن المؤكد ايضا انك من انصار السلفية والنهضة والجهاديين في الجبال....

لتكن تقدميا لا بد من ان تنتصر للفاسدين...وتنسى حكاية المحاسبة والمصادرة ..والإبعاد عن الحكم …
لتكن وطنيا باتم معنى الوطن لا بد من ان تنسى ما فعله النظام لستين سنة خلت حتى يتمكنوا من الحكم من جديد دون نقد ولا ازعاج ....

وفي هذا الصباح هناك من طلبني ليقول لي بالله عليك كف عن نشر اشياء تجعلنا نختلف..ونقسم البلاد ...فقلت في هدوء الم تكن تكتب بقوة لضرب الحكومة وإسقاط الثورة ..وشتم كل من شارك في الثورة. والدعوة الى الاضراب العام ...والمطالبة بانقلاب الجيش على الانتخابات ... .بل طالبت بإعدام الثوار اذا ما ثبتت جرائمهم رسميا...مع تأكيدك ان 80 بالمائة من الشهداء لم يخرجوا لمساندة الثورة بل للسرقة بالتكسير والخلع......و ألست انت من اطلق على الثورة صفة ثورة البرويطة للإطاحة بقيمتها الروحية...ثم الم تكن انت من اصبح يقول يحيى الباجي ولو كان مجرما وبورقيبة هو العظيم لأنه قتل المعارضة وسجن الخوانجية ..ويحيى بن علي لأنه اضطهد الخوانجية واسكت المعارضة وقتل كل حركة تفسد البلاد بل انت تقول وهذا منشور باسمك ..يا ريت لو يعود بن علي ولو يوما واحدا ليقتل كل النهضاويين …

هل رأيتم هذه المواقف !!!

هل رأيتم الى اي درجة يصل بأصحاب المصالح النفاق الاجتماعي والكذب السياسي
كل الامنيات ان يكتشف كل الشعب هؤلاء المنافقين لأنهم مؤثرون بطريقتهم في البكاء او الاسكات ...او التغني بالفساد لان المبادئي في رأيهم لا تصنع خبزا .... والناس يصدقونهم ...الى درجة ان هناك من اصبح يقول علنا الخبرة والاختصاص لا يتحركان نحو الهدف بنجاح ما لم يكونا مرفوقين بالفساد....وما كان للنظافة والبراءة يبقى على مستوى التنفيذ...وأبدا لا يصعد الى من يخول التطهير والاصلاح الحقيقي.......

للأسف شعبنا لا يعرف كل الحقيقة وان كان قد بدأ يكتشف ما يفعل المنافقون في السلطة او في الاعلام او في اهل الثقافة و غيرهم ....إلا ان الحقيقة ما تزال طي الاخفاء…

عليه ان يسعى الى اكتشاف الحقيقة حتى لا ينزلق الجميع في النفاق ... وتصبح تونس دولة النفاق ...ودولة المنبطحين للأكاذيب من اجل التفوق في الكسب غير الشرعي....

ان هذه المواقف غبية وأصحابها اغبياء بكل صراحة .

لماذا ...لان هذه المواقف ضد الحرية لقد قامت الثورة لترسيخ الحرية يعني ان تكون حرا في تبني الموقف الذي تراه صالحا اما ان تكون وطنيا لأنك معي وخائنا لأنك ضدي فهذا استبداد غبي جدا جدا .. ..لماذا يا سادة يا كرام لا تعملوا على كشف الفاسدين وعدم التغطية عليهم بلغة استر ما ستر الله ......
وللأسف هذا الأمر ليس جديدا فلما كنت طالبا في المنتصف الاول من السبعينيات كان الطلبة الناشطون في الجامعة يتهمون كل الذين لا يساندونهم بكونهم دساترة وبوليسية( attention il est destourien et flic)

وبعد ان خرجت الى الحياة العامة والعمل اكتشفت ان جل الذين كانوا متهمين بالبولسة والتجسس والدسترة في الجامعة واصلوا حياة عادية وهم يناضلون من اجل لقمة العيش الكريم ووجدت ان المناضلين السياسيين الذين كانوا يوزعون التهم على زملائهم تهم اجبرت بعض اصحاب القلوب الكئيبة على مغادرة مقاعد الجامعة قبل الاوان..وجدت اولئك المناضلين الخطباء في الجامعة في المناصب العليا للدولة بعضهم بعد سنوات قليلة نال ما كان يبحث عنه و بلغ منصب كاتب دولة ولم تمر إلا سنوات قليلة اصبحوا وزراء او سفراء خاصة اذا كانوا من جهات معينة من البلاد والقليل القليل منهم اصبحوا ولاة او اصبحوا معتمدين ...وبالتالي فان السياسة التي مارسوها في الجامعة مع النظام او ضده ..مع بورقيبة او ضده لم تكن غير تمارين لهم على احتلال المناصب في الدولة وفي الادارة.والبنوك والشركات الكبرى.. وهم يتمتعون بالحماية والنفوذ وبعضهم اصبحوا ضباطا في الامن ولو كانت شهائدهم في اللغة العربية. يعني ذلك ان الاستبداديين في الجامعة هم الذين اصبحوا من انصار النظام البورقيبي المستبد فيما بعد لأنهم يعرفون اصول الاستبداد وتعلموا من اين تؤتى لحمة الكتف على الكسكسي كما كان يقول الباحث الراحل صالح القرمادي..... ها ان ابناءهم هم الذين جاؤوا للحكم بعد ثورة عارمة عليهم .. في حين ان الواقعيين والطلبة الذين لا يريدون ان يكونوا سياسيين ولا يريدون مساندة النشطاء هم الذين واصلوا حياة نظيفة وطاهرة وربما جميلة ولم يتورطوا اطلاقا في ما يشينهم.. .وفي ما يريبهم ....

لذا لنتعلم الثقافة الحقيقية للديمقراطية وعلينا ان نؤمن بالحرية للجميع ..


• انت حر ان كنت مناضلا ضد الحكومة..

• وأنت حر ان كنت مع الحكومة..

• وأنت حر ان كنت بعيدا عن السياسيين والسياسة ...ولا تبحث إلا على الرزق...والرزق الحلال ..والحلال عندي ليس فقط بالمفهوم الديني بل هو الرزق الذي يتأتى لنا من عرق الجبين ومن عصير المخ…

الحرية هي الرائعة وليس الاشخاص الذين يوزعون الوطنية على من يساندهم و يلصقون تهمة الخيانة بمن لا يساندهم.

الحرية للجميع وإلا فان الحياة تصبح فاسدة ولا يتمتع بها إلا المستبد.

لكن انتبه قلت الحرية للجميع …وفي الجميع لا احتسب الفاسدين والمجرمين الذين اساؤوا للبلاد وللوطن ..هؤلاء لا بد من ان يدفعوا الثمن …وتأكدوا اني لا اقصد من خدم النظام فهو حر انا اقصد كل الذين اجرموا …وافسدوا ووجدوا الحماية والتغطية….

وقولوا ما شئتم من التهم ضد المقال وضد كاتبه….المهم ان تدفعوا الثمن ….

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات