هالنا أمر البنية أمّ الإثنى عشر ربيعا التي حبّت وتحبّت و تخطبت وفرحت فأُقيل من أجلها مندوب الطفولة بقفصة… وسوف تدفع أمّ العرايس المهر فسفاطا. لأنّ المندوب من عرش العيساوية.
البنّوتة "شيماء" أمّ الإبتسامة الحلوة والشعر الغجري والنظرة الثاقبة التي انتحرت هل سيُقال من أجلها الشعب التونسي العظيم؟ وإذا الموؤودة سُئلت بأي ذنب قُتلت… بماذا سنقابل وجه ربّنا؟
خالها نشر رسالة كتبتها شيماء قبل مغادرتها لعالمنا اللاّعادل… انتبهوا لأولادكم ولا تستهينوا بقُدرتهم على اتخاذ القرارات الصعبة والموجعة.
الناس إلّي كان تفاعلهم مع رسالة البنيّة شيماء بالبحث عن اسم الله في الرسالة وعن معاني الإسلام بين سطورها … اسمحوا لي ان أقول لهم أنتم من قتل "شيماء".
"شيماء" ليست حالة استثنائية ولكنها جيلا يُعاني الإحباط واليأس والإنفصام… في كلّ بيت توجد "شيماء" ذكر أو أنثى. عشرات المراهقين ينتحرون يوميا ماديا ومعنويا وعشرات الأطفال يعيشون الإحتراق والغرق والشنق الإفتراضي. لا يغرّنكم ظاهر الأمور والبائن من السلوكات.
• "شيماء" قتلها اللاّإعتراف والتجاهل … قتلها بؤس الكبار وعدم مبلاتهم ولاعدالتهم….
• "شيماء" قتلها عدم قدرتنا على الإنصات إلى لغتهم المختلفة عن لغتنا…
• "شيماء" قتلها عجزنا عن فكّ شفرات الذكاء المُعولم …
• "شيماء" قتلها شيوخ السياسة الذين اغتصبوا حلمها…
• "شيماء" قتلها عدم انتباه الأولياء إلى أنّ للأبناء أرواح إن لم نُطعمها جاعت وإن جاعت ماتت…
لا تُعظّموا فتُبتلوا… واعتبروا يا أولي الألباب.
احضنوا "شيماء"كم قبل أن تُغادركم.