اعلام الدعاية : البوليس السمعي البصري

Photo

عادي جدا ان ترى كل ذلك الصخب و الهرج و البكاء و الصراخ في اعلامنا المحايد على شركة بتروفاك...انهم فعلا يتألمون و يحسون بالمرارة...اعلامنا الذي نعرفه و خبرناه لعشرات السنين...اعلامنا الذي لم يأتنا من كوكب آخر و تعودنا على شطحاته تلك في الراديو و التلفزة و شدة ولعه بلعب دور البوليس و حبه المفرط و تفانيه في عمله كحارس لمصالح رؤوس الاموال و اصحاب النفوذ و السلطة...خاصة اذا فشل البوليس بعصاه الغليضة في فض الاحتجاج او الاعتصام و فشلت معه اساليبهم الاعلامية في التعتيم و نجح المحتجون في كسر ذلك الحصار و تعرية العلاقات و المصالح و المنافع التي تربط رأس المال موضوع الاحتجاجات بالسلطة القائمة و تورط الاعلام مع هذا و ذاك في نفس الوقت...و هو ما حصل مع احتجاجات قرقنة_بتروفاك…

زمن حكم النهضة و في فترة عملهم على اسقاط الترويكا كان هؤلاء جهابذة في العدالة الاجتماعية و موهوبون في التنمية الجهوية و مبرزون في التجييش و التهييج لافتكاك الحقوق بالقوة الى ان جاء مهدي جمعة و بعده الحمار الوطني ثم التوافق...فتبدلت الموهبة_سبحان الله_ و اصبحوا خبراء في الوحدة الوطنية و اصبح الحراك الاجتماعي يهدد الاقتصاد و لا مناص من العودة الى العمل...!!! هكذا !

و بما اننا خرجنا من نظام ديكتاتوري و اصبحنا في "نظام ديمقراطي خاص" لا يليق إلا بطبقة مترفة فان حلول اعلام الدعاية محل عصا البوليس او اعتمادها كمرحلة موالية لفشل الحل الامني المعتاد يحتم عليها و يجبرها على التفهم و خلق خطاب اعلامي يدعي ايجاد الحلول و الاعتراف لهؤلاء بالحق في التنمية و لما لا الحق في العيش الكريم…

لكن مع دس السم في هذه الاعترافات و التنازلات و تشويه الحراك و تجريم التحركات و التنديد بالعنف الذي مارسه المحتجون و لما لا الحديث عن "جهات" و اتهام "اطراف" و توزيع اموال...او حتى الحديث عن امارة في قرقنة و وجود خلايا ارهابية نائمة…

خطاب يهدف الى كسر التعاطف و يهرب بعيدا عن ارهاب الفقر و عنف التهميش الذي مورس عليهم طيلة عقود... و هو موجود و حقيقي موثق في تقارير حكومية محلية و دولية...ربما تعطيهم الحق في دك المال على رؤوس اصحابه !

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات