هلا رأيتم كمشة من الحكام الاوباش العرب يقفون حزانى في موكب دفن المجرم بيريز الزعيم الصهيوني …للأسف اني تابعت الموكب و رأيت بعض حكامنا العرب بمن فيهم زعيم السلطة الفلسطينية فأحسست بالحزن الكبير يمزق قلبي وينهش اعماقي وتخنقني العبرة .. ..واسأل في ألم يأخذ مني كل الكيان….. الى اي درجة من النذالة نزلت الانظمة العربية ..
لقد اصبحت الخيانة عندهم علنية بل يعتزون بها ويشيدون بنفوذها وهم اصبحوا يعتبرونها الحجر الاساس التي تبسط الطريق الموصلة الى العصر و الالتحاق بالحداثة …….فالحداثة عندهم لعنة الله عليهم هي الانفتاح على الصهيونية وتبني الفكر التوسعي الاسرائيلي على حساب اصحاب الحق……. اكيد انكم رأيتم رئيس السلطة الفلسطينية يبكي في موكب دفن جثة المجرم النتن بيريز الذي افتك الأرض وقتل ألاف الفلسطينيين وسجن الالاف منهم …وأكيد انكم استمعتم الى الوزير البحريني يقول لبيريز نم بسلام يا رجل السلام……وأكيد انكم عرفتم ما يقوله ضاحي الخرفان التابع لأمير دبي عن اسرائيل الذي اشاد ببيريز وقال هو افضل زعيم في المنطقة العربية ومن حقه اقامة دولته في ارض تعود الى اجداده الاوائل…
هؤلاء خونة ..اصبحوا معلنين ..والحقيقة ان الخونة اصبحوا في كل مكان لأنهم اصبحوا يعتقدون ان الخيانة امر عادي وهي وجهة نظر . .انت مؤمن بالقضية العربية فأنت حر…ولست صاحب فكر هام موصل الى افتكاك ارضك…وعليك ان تنتبه الى اللغة التي تستعملها عند الحديث عن استرجاع الارض السليبة حتى لا تتهم بالإرهاب …. …ومن يؤمن بان من حق اسرائيل تركيع العرب وقتل اطفالهم وافتكاك ارضهم وتشريدهم هو حر ولا بد من احترامه …وبما انه يجد السند من صانعي الخيانة وممن يقف وراء الماكينة الصهيونية وهذا السند قادر على ايصالهم الى سدة الحكم فمالا يعرف اليوم ان الفكر الخياني الصهيوني هو الرائج الان ….
ففي تونس مثلا كان الخائن لا يستطيع ان يركب جملة تعبر عنه ..وإذا ما رغب في التنفيس عن نفسه يشارك في التآمر على الفكر العربي وعلى الحضارة العربية الاسلامية بدعوى المساهمة في تطوير الامة …وكثيرا ما كان من يحمل بذرة الخيانة يسافر الى الخارج ليقول رأيه الخياني ويتبنى الخيانة ويقبض ثمنها بكل حرية …… ألا رأيتم ان الخونة كانوا في تونس صامتين في عهد بورقيبة وحتى في عهد بن علي المتهم بالتخابر مع اسرائيل بالليل وبالنهار ..وكانوا يقولون رأيهم بنوع من الارتباك وبالتحديد في كتب عامة تصدر عادة في فرنسا ..وبعد يوم واحد من قيام الثورة اصبحوا يتحركون في العلن وعادوا مسرعين من فرنسا…وخرح البعض منهم من صمتهم وخوفهم والتحق البعض منه بتلك الهئية ذات الاسم الطويل لحماية الثورة وتحقيق اهدافها..اضحكوا جيدا ..ترأسها عياض بن عاشور . ..
هذه الهيئة التي كانت بمثابة البرلمان وكتبت للثورة دستورا صغيرا او كتبت قوانين سارت عليها الثورة الميتة من اول يوم هرب فيه بن علي لتنبعث هذه الهيئة التي اختاروا لها عددا كبيرا من السياسيين من توجهات كثيرة منهم اربعة اشخاص لهم علاقة بإسرائيل ويزورونها في السر والعلن وبعضهم القوا محاضرات على منابرها ..وتحدثت عنهم الصحف الصهيونية …وتصورنا ان المسالة كانت عادية لان هؤلاء عادة ما يكونون اذكياء ويعرفون كيف يتسربون في زمن تختلط فيه كل الاشياء وكل القيم وكل المبادي لضياع الدولة وغياب الزعيم القايد فالثورة التونسية لم تكن فيها زعامة ..
لنقل بان ذلك كان امرا يسعدنا لكني اليوم اقول من المؤسف ان تكون ثورتنا الشبابية بلا قائد ملهم كان يمكن ان ينظم البلاد والدولة والعباد على اسس جديدة لا مكان فيها للفاسدين والخونة..وإذا بهذه الهيئة ذات الاسم الطويل التي انبعثت في بداية الثورة هي التي تتولى قتل الثورة وتدفنها . و لولا بعض الحريات لقلنا بان الثورة كانت كارثة على الوطن لكن الحرية غالية ولا يمكن ان اشتمها عند شتم ما حدث في البلاد بأولاد البلاد الذين تعاون البعض منهم مع كل انواع الخيانات والفساد وللعلم ان واحدا من كبار المسؤولين في الموساد الاسرائيلي الاستخباراتي قال ان اسرائيل حركت رجالها في بداية الثورة التونسية على التراب التونسي ..وهذا الاعتراف منشور ..وتعرفت عليه تونس ولم يتم التحقيق فيه طبعا….
كم هو مؤلم ان نعرف ان الصهيونية تتحرك في حرية ..وهي ليست فكرا انما هي مخطط اجرامي افتك الارض وشوه العرض وقتل الطفل ثم يجد هذا اللوبي الصهيوني حضورا … للأسف فعلا ان الخيانة اصبحت مجرد وجهة نظر لا يزعج السلطات ولا يحرج المثقفين ..ولا يحرك همم الاعلاميين ….. .. الخيانة يا سادة ليست وجهة نظر ..والفساد أيضا ليس وجهة نظر ….لكن لاحظوا ان كل الذين نعرف انهم فاسدون وخونة هم اليوم في الصدارة في السياسة والإعلام…. .
آه من هذا الزمن ..زمن فيه الخيانة وجهة نظر زمن أصبح فيه اعلامنا يقدم الأوباش الذين ذبحوا هذا الوطن على أساس أن من حقهم هذا الوطن…….. نعم من حقهم هذا الوطن لكن ليس من حقهم أن يحكموه..ولا ان يكونوا في صدارته …. قد تقولون الشعب هو الذي يستمع اليهم وهو الذي انتخبهم و سينتخبهم و الصناديق هي التي افرزتهم …… .كفوا عن الكذب… لقد نهبوا البلاد على مدى السنوات الطوال وجمعوا الثروات التي تسمح لهم بالعودة وشراء الضمائر من أناس في الواقع لا ضمائر لهم ولا ذمة …
لقد تعلموا كيف ينشرون الفساد ويجعلونه القدوة والدرس وتعلموا كيف يجعلون الناس يصدقون انهم كانوا جيدين رائعين كما كتب البعض في احدى الجرائد بل ان أحدهم وهو كاتب قال بأن فلان كان وزير الشعب في عهد بن علي. اضاف كان وزير المظلومين والمسحوقين يطلبه المواطن فيكون هو في انتظاره ليقضي شؤونه ..
ألا لعنة الله على كتابة قذرة مثل هذه لأنها مغموسة في دم الناس ويأكلها الكاذبون الفاسدون…. ان بعض الكتبة الذين يدافعون اليوم عن الفاسدين هم أنفسهم الذين كانوا يشتمون المعارضة ويقدمونها الى الناس .. الى الجماهير على أساس أنها تتكوّن من مجموعة من الخونة ومن الصيادين في الماء العكر .. والمؤلم ان المعارضين في عهد بورقيبة وبن علي هم اليوم متعاونون مع النظام القديم بدعوى الوحدة الوطنية …..وقد بدا علنا وسرا انهم يرغبون في السلطة ولا في التغيير …وركبوا السلطة معا .. واذا بها افسد مما كانت عليه من قبل …فلا موقف ولا صرخة ولا اي شيء يؤكد لنا ان البلاد شهدت ثورة وقدمت ضحايا….
لا شيء يؤكد ان السياسي بكل توجهاته يحكم الان انما هناك قوة مافيوزية هي التي تحرك كل شيء . .وهذه الحركة المافيوزية السرية وأحيانا العلنية هي التي جهزت الآلة الجهنمية التي تشتغل وبقوة المال المنهوب والفاسد القادم من التهريب وتغيير العملة.. والعمالة الى اسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا …وتوزيع المخدرات والتبغ الذي يدخل في شبه العلن الغريب في حاويات لا يتم تفتيشها تحت أنظار السلطات المختصة ويدخل المواطن البسيط الى السجن من أجل خبزة……….
وها هي ايطاليا تنبه الدولة التونسية الى ان الفساد الذي اصبح يدخل ايطاليا يصنع في تونس…وتدعوها الى فتح تحقيق في الحاويات التي خرجت من تونس محملة بالتبغ … وطبعا سيفتح التحقيق وسيغلق …فهل سنذكركم بالملفات الكبرى التي تم فيها التحقيق…ثم لا شيء ..