الأمل و الألم...لهما نفس الوحدة التركيبيّة و الوظيفيّة للحياة ...و الإختلاف الظاهر الوحيد في المبنى يكمن في تقديم حرف و تأخير آخر مع المحافظة على حرف المقدّمة الذي يمثّل الأساس الذي تنطلق منه الكلمتين وهو حرف**أ** ...و الحرف من معانيه الحدّ الفاصل و طرفه و شفيره…
لذلك يحمل التغيير في المبنى التغيير في المعنى بالرغم من التشابه و الإشتقاق و الأشقة فشقائق الأمل آلامٌ…و هما مثل التوأم المتوائم …لهما نفس المخارج و المداخل و المنسوب و الشحنات و لهما الكثير من الروابط و حروف و نقاط التشابه لكنهما من النوع المتشابه المختلف في البصمة و المعنى…فالأمل عصارة نقيّة و مركّزة من أحرف الألم …
و الألم مساحة خفيّة لمن أخفى الأمل دون إخفاء أحرفه…و الصبر على الألم يولّد طبيعيا شقائق الأمل ( صناعة و فنّا أيضا)…و عدم رعاية و حماية ثغور الأمل تؤتي أكلها في مربّع الألم ولو بعد حين….علما و أن اجترار الألم بحروف جرّه و مجروراته و أحرفه و حرفانيته لا مندوحة له من أن يقود محترفه إلاّ إلى النفس المهشّمة و المعطّلة و التائهة دون أحرف و أجنحة و التي ستعاني من الإيلاف مع الجوع و الخوف حتى من الأمن و الأمان…