حلم قرية

Photo

حدثتني صديقتي ابتسام عن قرية في خريطة منسية من زمن التهميش...حدثتني باطناب عن حلم عروس جنوبية وهي تقول : الوقت لا يكفي للتفاصيل .. صديقتي هذه جميلة تحمل معالم الحكاية، لطيفة في حديثها كهمس الليل، حالمة تحمل نسائم وطن

حدثتني عن جمنتها كحلم المرحلة، كطفل يحبو بعد يأس المشي... ليس بالضرورة ان ندقق في الأحلام، ربما يتحقق بعضها وربما يتعثر وربما يغفو جزء وينام، وربما تنبت للحلم أجنحة فيطير...جمنتها هذه حكاية عاشق لفتاته حولته شاعرا ونحاتا ورساما للطبيعة ...هي مشروع بحث لباحث يريد ان يكون استثناء و لم تسعفه قريحته لموضوع يزلزل الجاهز... جمنتها دستوراكتملت فصوله و بترت قوانينه ...

كانت صديقتي تتحدث بكل حب كانت عاشقة تلمع عيناها وهي تسرد التفاصيل تفاصيل الحكاية ، رغم ضيق الوقت كما تقول ،تتحدث عن جمنة الإنتماء عن جمنة التحدي والإرادة ، عن جمنة التي اعاقوها فصنعت من نخلها عربة تطير.. حدثتني كما كانت تحدثنا جداتنا بتشويق واسترسال تبهرنا وتسلب عقولنا ، وتركز عن العبر ... جمنتها هذه والتي سمعت عن حكايتها لأول مرة منها كانت لي أكتشاف يحمل علامة استفهام ..قالت : انطلقت شعلة البداية بعد الثورة من أرضنا من جنوب منسي ولكن كان لها قبل ذلك بدايات ...

جمنة أينعت وأزهرت هي محلقة و اسقطت نقاط الحروف على المدن لتوقظ من هم في سبات عن الحقيقة ... أما قراءة العنوان فيقيت في ملفات السلطة... صمت وهمز وانتظار...ترغيب وترهيب تهديد ووعيد... حتى اصبحت جمنة عروس الحكاية ، حلم الشباب وجهاز العروس..صندوق الزينة ومفتاح العجب...من جمنة كان طعم التمر مختلفا هكذا قال الرضيع لأمه يعد ان قرأت العناوين...لم تعد صرخة جنين جمنة بكاء بل دعاء جمنة…

ربما هي قصة ثورة لم تركب حمارا...ثورة كنخلها لا يعرف إلا الشموخ ثورة عن كل شيء وعن لاشيء...عندما كانت صديقتي ابتسام تحدثني ردد الصدى صوتا قويا لم اعرف محل انبعاثه قائلا" بعض القوانين عاهرة" هذا ما صدعني فقط... بعد ان تركت صديقتي حاولت ان ارسم جمنة في خيالي فرايتها غجرية الملامح ،حادة النظر، ترتدي الألوان ولباسها شفاف ، جسدها صارخ يوحي بإغراء وينثر آيات التحريم ...شعر غزيز يغطي الصوت ويخترق الضوء...هي حلم الصحوة وكابوس القادم...

جمنة بعد ان اكتملت الصورة أمامي على رقعة فسيفسائية بلا ملامح واضحة ولا ستار يأذن بانتهاء العرض ...هي عاصفة ثورة ظهرت غيمتها أما تداعيات الرياح لم تظهر بعد ولا مرصدا قادرل يتنبأ بالقادم…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات