نهار مزقّح على الثقافة وعلى "هيبة الدولة" مسرحية تراجيكوميدية من ثلاث مشاهد

Photo

زَغْرطي يا انشراحْ... واشطحي يا صَلُّوحة بالمحارمْ... ها نهار امزقّح على الثقافة وعلى "هيبة الدولة"... عصفورين بحجرة…

مسرحية من التراجيكوميديا أبطالها:


- والي نابل صاحب القولة الشهيرة "الدّجينْ متاع شوانط"

- عازف العود، وزير الثقافة، زين العابدين

- الباجي، رئيس دولة، شهر البجبوج

- عادل إمام، فنان ضاربو في روحو، من "أُمّ الدنيا"، لحّاس كبير لكلّ حاكم جنرال (مبارك والسيسي)

- مجموعة كبيرة من الكومبارس، الضحّاكة من غير سبب، واللحّاسة في كلّ الأحوال، عاطين للذلّ كارو ومقدارو

- انشراح وصلّوحة، زوزْ نساوين من "المليون امْرَا"

المكان:

- مقهى ثقافي مبني على موقع أثري روماني "نيابوليس"

- صفاقس عاصمة الثقافة "العربيّة" كان كتبْ... ووافق وحبّ المقيم العام العكري

- قصر قرطاج... أهوكا ديما فوق الآثار…

المشهد الأوّل:

انشراح تزغرد، وصلوحة تشطح بالمحارم... والكومبارس يتبسمو ويديهم كالعادة والعوايد على كروشهم... الوالي فرحان ومستبشر... انجاز عظيم... استدعى لتدشينو وزير الثقافة وما أدراك!... مقهى ثقافي....
في اللحظة إلّي جاء الوزير باش يقصّ فيها الشريط الأحمر... خزَر ْتحت ساقيه لقى روحو يمشي على مخلّفات الحضارة الرومانية... كَشْبِر ولَوَّحْ المقصّ، شويَّا لا فقِسْ عين البنيّة الِّي لابسة لبسة حمّاميّة أصيلة... وقال لرئيس ديوانو: "افتح تحقيق في القضيّة"... تنبِزْ الوالي ودوّرها تسكْبين... ولعبها "غلّطوني"... قحِرْ للكاتب العام وقالو: "افتح تحقيق في القضيّة"...

يُسْدل الستّار على تزغريطة مُبْحاحة من حنجرة انشراحْ....

المشهد الثاني:

وزير الثقافة وجها لوجه مع "الزعيم" عادل امام، الِّي يجي يدزّ صِدرُو تخُرج كرشو... نافخ روحو وصابغ شعرو بلون "خراوي" (حاشاكم)... الوزير يقدّم باقة ورود للزعيم ... يرخّ بيه هذا الأخير... الوزير يلاجي بباقة الزهور ومِشْ عارف آش يعمللها... ياخذها من يدو أحد الكومبارس...

عادل امام يطفي الوزير ويتعدّى... ومعاه وحدة لابسة القصير وتكشّخ باستمرار... ما تعرفش شنوّا دورها مترجمة ولاّ مضيفة... المهمّ الي يقولو الممثل تكشخ عليه... وهو تحلّ في العريض... باقي مطفِّي الوزير وشعّل سيقارو... والكومبارس.. اي ميسالش... اي ميسالش... صحافي لحّاس يحاول يسأل الممثل أسئلة ماصطة لاصطة... وياكل ألف بخسة من الزعيم الّي زاد تحلّ في العريض وولّى يوشوش مع المضيفة ولاّ المترجمة... موش عارف... وهي تقهقه وتوشوشلو، وهو في الأثناء باقي مطفِّي الوزير...

ويُسْدل الستار على برشا كلام فارغ... وعلى ضحك أبله من الكومبارس…

المشهد الثالث:

في قصر قرطاج... يدخل الممثّل على البجبوج الذي يستقبله ب "أهلا بالزعيم!"...

يزيد الممثل يتحلّ لين معادش... ويقول في قلبو "دَهْ ريّس فَهْلوِي ورحو خفيفة أوي.. أوي... أوي"...

ويدور بين الرجلين بعد التوسيم... وحرص الرئيس على عدم احداث ثُقْب في البَدْلة الجديدة للزعيم... يدور بين الرجلين حوار حول الثقافة و"المُسقَّف" من العمق بحيث... "اسماعيل ياسين"... "هذاك إلّي يبقى"…

الكومبارس باقي يديهم على كروشهم بشيء من الرهبة هذه المرّة... راك في قرطاج وما أدراك…

ندوة صحفية للزعيم وبجانبه وزير الثقافة كابس روحو وقد تقمص دور الكومبارس....

يسدل الستار... صوت آت من بعيد .... "زغرطي يا انتيغون... واشطحي يا اندروماك بالمحارم... راهو نهار مزقّح على الثقافة وعلى هيبة الدولة"....

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات